صحافة عربية

صحافة السعودية تصعد ضد لبنان وحزب الله.. دراسة تكشف التوجيهات

التحيليل أشار إلى أن السعودية تعامل لبنان كملحق سياسي يجب إخضاعه  -
التحيليل أشار إلى أن السعودية تعامل لبنان كملحق سياسي يجب إخضاعه -
أظهرت دراسة حديثة لرصد خطاب الصحافة السعودية خلال الفترة بين 9 نيسان / إبريل و11 آب / أغسطس الجاري، أن الإعلام السعودي ركز بشكل غير مسبوق على لبنان، حيث تم تحليل 560 مقالاً في ست صحف رئيسية هي: "الشرق الأوسط وعكاظ، والرياض، والجزيرة، والمدينة والوطن".

وبحسب صحفية الأخبار اللبنانية رصد الباحث والكاتب الصحفي علي حسن مراد أن النتائج بينت أن نحو 230 مقالاً ركز مباشرة على لبنان وحزب الله، ما يمثل 41.3 بالمئة من مجموع المقالات الإقليمية، بينما جاء التركيز على إيران بنسبة 15.9 بالمئة فقط، والحرب على غزة 11.6بالمئة، واليمن 7.7 بالمئة.

وأوضحت الدراسة أن أسلوب هذه المقالات لم يكن مجرد نقل وتحليل للأحداث، بل تضمن توجيهات ضمنية وصريحة للسلطات اللبنانية، بما في ذلك دعوات إلى "الحسم" و"المعالجة الجذرية" و"نزع" سلاح حزب الله، بدلاً من مجرد سحبه.

وأضافت الدراسة أن المقالات استخدمت لغة تقلل من سيادة لبنان، وتصف الدولة اللبنانية بأنها عاجزة أو رهينة بيد حزب الله، بينما صوّرت السعودية على أنها المرجعية والمخلّص، ما يشير إلى محاولة إملاء سياسية مباشرة على بيروت.

اظهار أخبار متعلقة


ولفت مراد إلى أن هذه الحملة الإعلامية جاءت على خلفية تحالف سعودي-أمريكي للضغط على لبنان للقبول بشروط محددة بشأن سلاح حزب الله، مع ربط المساعدات الاقتصادية والنجاح في الإصلاحات بقطع العلاقة مع إيران. وقال إن 200 مقال على الأقل كررت هذه الرسائل تقريباً بشكل متطابق، ما يجعلها أقرب إلى تعليمات سياسية موحّدة أكثر من كونها آراء فردية للكتاب.

وبحسب الدراسة، تنوعت لهجة المقالات بين التحليل التشخيصي في نسيان / أبريل وأيار/ مايو 2025، حيث ركزت على تحميل حزب الله مسؤولية الانهيار الاقتصادي، إلى الدعوة المباشرة لمواجهة الحزب في حزيران / يونيو وتموز / يوليو، وصولاً إلى التصعيد في أب / أغسطس مع تحذيرات ضمنية للمواطنين اللبنانيين من التواطؤ إذا لم تتحرك الدولة لمواجهة الحزب.

وأشار تحليل الخطاب الإعلامي إلى أن السعودية تعامل لبنان كملحق سياسي يجب إخضاعه للمعايير السعودية، وهي نهج سبق أن اتبع خلال حصار قطر بين 2017 و2021، ووفق الدراسة، ساهم هذا التوجه في ضغط مباشر على الرأي العام اللبناني والمؤسسات الرسمية، بما في ذلك الجيش، كما ساعد على فهم أداء الإعلام اللبناني المموّل سعوديا.

كما أكد مراد أن تركيز الصحافة السعودية على لبنان على حساب ملفات إقليمية أخرى، مثل إيران واليمن وغزة، يكشف عن أولوية سياسية واضحة، وأن الهدف يتجاوز الإعلام ليصل إلى التحكم في المشهد السياسي اللبناني عبر تكرار الرسائل ذاتها وتحويلها إلى أجندة إعلامية موحدة.
التعليقات (0)