كشفت صحيفة
"فايننشيال تايمز" أن وفدًا إيرانيًا من خبراء الذرة زار معاهد علمية
روسية تنتج تقنيات ومكونات ثنائية الاستخدام يمكن أن تُستخدم في أبحاث الأسلحة
النووية.
وقالت الصحيفة
في تحقيق مطول لها , إن طائرة ماهان
الإيرانية دبليو 598 هبطت في الساعة 9:40
صباحا بمطار شيرميتيوف الدولي في العاصمة موسكو , وكان على متنها ,علي كالفاند، (43
عاما)، وهو باحث نووي إيراني يتحدث الروسية بطلاقة , وبرفقته أيضا أربعة موظفين قال
إنهم من شركته الاستشارية "دامافاند تيك" التي تأسست عام 2023 ومقرها
طهران , فيما تؤكد الصحيفة أن الشركة مجرد غطاء، مستدله على استخدم أعضاء الوفد
جوازات سفر دبلوماسية، بعضها يحمل أرقامًا متسلسلة وصدرت قبل أسابيع قليلة من
الرحلة، بحسب وثائق اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز".
أسماء الأفراد الوفد الإيراني وخبراتهم
وشمل الوفد
جواد قاسمي ( 48 عامًا) ، والذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بارادايس
ميديكال بايونيرز" سابقًا وهي وحدة سرية وصفتها الولايات المتحدة بأنها
"الوريثة المباشرة لبرنامج إيران ما قبل عام 2004" ، بالإضافة إلى روح
الله عظيمي راد، الأستاذ المشارك في جامعة مالك أشتر للتكنولوجيا والمتخصص في
اختبار الإشعاع والنقل.
كما ضم الوفد
سروش محتشمي، العالم النووي المتخصص في مولدات النيوترون والمرتبط بجامعة أمير
كبير للتكنولوجيا ، وأمير يزديان ( 35 عامًا) والذي أكد مسؤولون غربيون للصحيفة
أنه موظف في وزارة الدفاع الإيرانية يعمل في مجال الاستخبارات المضادة.
ووجد تحقيق
صحيفة "فايننشال تايمز" أن الوفد الإيراني زار معاهد البحث العلمي التي
تنتج تكنولوجيا مزدوجة , أي مكونات للأغراض المدنية والعسكرية , وهو ما يشير إلى
وجود مساع للحصول على معلومات متعلقة بأدوات التشخيص في اختبارات
الأسلحة النووية.
وراجعت
الصحيفة رسالة أرسلتها شركة دمافند تيك إلى المزود الروسي في أيار/ مايو العام
الماضي والتي عبر فيها كالفاند عن اهتمامه بالحصول على عدة نظائر مشعة ، بما في
ذلك التريتيوم، وهي مادة ذات استخدامات مدنية، ويمكن استخدامها أيضا لزيادة إنتاج
الرؤوس الحربية النووية ، وتخضع لرقابة مشددة بموجب قواعد منع الانتشار النووي
الدولية.
اظهار أخبار متعلقة
مخاوف غربية من التعاون الروسي الإيراني
الرئيس السابق
لمركز الناتو لمكافحة الانتشار وأسلحة الدمار الشامل وليام ألبرك علق بالقول:
"عندما يطلب أي شخص التريتيوم أفترض تلقائيًا أنه لأغراض متعلقة بالأسلحة،
وعندما تضع التريتيوم في الاعتبار مع مضخمات الترددات، فهذا مؤشر واضح.
من جانبه، قال
إيان ستيوارت، المهندس النووي السابق في وزارة الدفاع البريطانية ورئيس مكتب
واشنطن لمركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار: "بينما قد تكون هناك تفسيرات
حميدة لهذه الزيارات، فإن مجموع المعلومات المتاحة يشير إلى احتمال سعي منظمة سبند
الإيرانية، وهي وحدة بحثية عسكرية وصفتها الحكومة الأمريكية بأنها الخلف المباشر
لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قبل 2004، للحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة
النووية من خلال الاستفادة من الخبرة الروسية.
أما برانايي
فادي، الذي شغل منصب المدير الأول لعدم الانتشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي
حتى عام 2025، فقال: "من الملفت للنظر أن هذا التنوع من الأشخاص يمكنه إجراء
هذا النوع من الاجتماعات في
روسيا، بغض النظر عما إذا كان الروس يشاركون المكونات
أو التكنولوجيا مع غيرهم".
وجاءت الزيارة
إلى روسيا في وقت لاحظت فيه الحكومات الغربية نمطا من الأنشطة المشبوهة التي يقوم
بها علماء إيرانيون، بما في ذلك محاولات الحصول على تكنولوجيا ذات صلة بالمجال
النووي من الخارج.
اظهار أخبار متعلقة
وتعتقد وكالات
الاستخبارات الغربية أن إيران كانت تمتلك برنامجا سريا للأسلحة النووية، منفصلا عن
جهودها لإنتاج الوقود النووي، أوقفه المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2003.
ويقول الخبراء
الذين تابعوا الأنشطة النووية الإيرانية إن استراتيجية طهران لطالما اتسمت بالغموض
المدروس، حيث تتجنب الانتهاكات الصريحة لمعايير حظر الانتشار ، مع إمكانية استخدام
البحث العلمي لتطوير المعرفة التي ستكون مفيدة إذا ما قررت طهران السعي وراء قنبلة
نووية.
وفي أيار/ مايو،
فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية
الإيرانية، محذرة من أنها تعمل على "أنشطة بحث وتطوير ذات استخدام مزدوج
تنطبق على الأسلحة النووية وأنظمة إيصالها".