ناشد رئيس الوزراء الإسكتلندي، جون
سويني، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، التحرك الفوري والتعاون مع الحكومة الإسكتلندية من أجل إجلاء
أطفال فلسطينيين جرحى من قطاع
غزة وتقديم الرعاية الطبية لهم داخل إسكتلندا، محذرا من أن التأخير في اتخاذ القرار يعني تركهم للموت المحتم تحت الحصار الإسرائيلي المتواصل.
وفي رسالة رسمية بعث بها سويني إلى ستارمر في وقت سابق من شهر تموز/ يوليو الجاري، أعرب عن استعداد بلاده لاستقبال عدد من بين أكثر من ألفي طفل أصيبوا بجراح بليغة جراء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر، وذلك لتلقي العلاج داخل مرافق هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إسكتلندا (NHS).
ورغم مضي أيام على إرسال الرسالة، أكد سويني أنه لم يتلق حتى الآن أي رد من رئيس الوزراء البريطاني أو حكومته.
"حياة الأطفال على المحك"
وفي تصريح لوكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا"، عبر سويني عن استيائه الشديد من غياب تجاوب الحكومة البريطانية، قائلا: "من المؤسف للغاية أن ترفض الحكومة البريطانية حتى الآن الدخول في حوار معنا حول مسألة الإجلاء الطبي لهؤلاء الأطفال الذين دون رعاية طبية مناسبة، سيُتركون ببساطة للموت".
وأضاف أن "هذا هو الواقع المرير للحياة في غزة تحت القصف الإسرائيلي والحصار الخانق".
وشدد الوزير الأول على أن النظام الصحي في القطاع على شفا الانهيار الكامل، مشيرا إلى أن "الأطباء والجراحين يعملون ليلا ونهارا تحت نيران المدفعية، وسط نقص حاد في الإمدادات، وغالبا دون كهرباء أو مياه أو حتى أدوات جراحية أساسية".
كما لفت إلى أن "عددا كبيرا من المستشفيات الفلسطينية قد تم استهدافها وتدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي"، في إشارة إلى الهجمات المتكررة التي طالت المرافق الطبية في أنحاء متفرقة من القطاع منذ بدء العدوان.
اظهار أخبار متعلقة
مبادرة إنسانية عاجلة
وأكد سويني في بيانه أن الحكومة الإسكتلندية "مستعدة للقيام بكل ما يلزم من أجل إنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال الجرحى"، موضحا أن مبادرة حكومته جاءت عقب مشاورات أجراها مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والتي كشفت عن معاناة آلاف الأطفال في غزة من إصابات خطيرة تستدعي إخلاءهم فورًا لتلقي العلاج.
ووصف المسؤول الإسكتلندي الوضع بأنه "سباق مع الزمن" لإنقاذ هؤلاء الأطفال، مشيرا إلى أن كثيرين منهم يعانون من إصابات بالغة قد تودي بحياتهم إذا لم تُقدم لهم رعاية متخصصة خارج القطاع.
ورغم جاهزية البنية التحتية الصحية في إسكتلندا لاستقبال الجرحى، أوضح سويني أن تنفيذ عملية الإجلاء مرهون بموافقة الحكومة المركزية في لندن، نظرا لحاجة الأطفال الفلسطينيين إلى تأشيرات دخول خاصة إلى المملكة المتحدة، وهو ما لا تملكه الحكومة الإسكتلندية وحدها صلاحية منحه.
وقال سويني: "لا يمكننا المضي قدما دون دعم حكومة حزب العمال البريطاني في تسهيل خروج الأطفال من غزة عبر نظام التأشيرات، وتأمين دخولهم إلى إسكتلندا لتلقي العلاج".
واختتم الوزير الإسكتلندي بيانه بنداء مباشر إلى رئيس الوزراء البريطاني: "أحث كير ستارمر على التواصل العاجل معنا بشأن هذه المسألة الإنسانية الملحّة، حتى نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح هؤلاء الصغار".
وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية الصحية، وتضييق غير مسبوق على إدخال المساعدات والإمدادات الطبية.
ويعاني أكثر من نصف مليون طفل في القطاع من آثار نفسية وصحية خطيرة، وفق تقارير منظمات حقوقية، وسط غياب أي مبادرة ملموسة من القوى الغربية لإجلاء الجرحى أو دعم القطاع الصحي المنهار.
وتعد مبادرة إسكتلندا أول تحرك حكومي على مستوى المملكة المتحدة يستجيب للنداءات المتكررة لإنقاذ الجرحى، وسط صمت لافت من الحكومة البريطانية المركزية حتى الآن.