سياسة دولية

صاندي تايمز: ياسر أبو شباب ينفي علاقته مع "إسرائيل" رغم تأكيد نتنياهو

الرهانات كانت واضحة عندما فتحت القوات الإسرائيلية النيران على طالبي المساعدات- إكس
الرهانات كانت واضحة عندما فتحت القوات الإسرائيلية النيران على طالبي المساعدات- إكس
نشرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية، مقابلة أجرتها مينيا مينزيز، مع زعيم عصابة النهب التي تعمل برعاية قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر، ياسر أبو شباب ذو 35 عاما.

وأبرزت المقابلة التي ترجمتها "عربي21" أنّ: "أبو شباب الذي ظهر خلال الحرب، يمثل بالنسبة لمؤيديه ومنهم الحكومة الإسرائيلية، نقيضا ضروريا لحركة حماس. أما نقاده فيرون أنه إما خائن أو زعيم عصابة منظمة يستفيد من علاقاته وموقعه الإستراتيجي في جنوب وجنوب شرق غزة، من أجل نهب المساعدات في طريقها للمدنيين الجياع".

وفي مقابلته مع الصحيفة قال إنّه: "ليس متعاونا مع إسرائيل أو رجل عصابات"، مضيفا أنّه: "كان عامل بناء عادي قبل الحرب، وبدون تدريب عسكري، فقط فلسطيني عادي يهتم بشعبه".

"الرهانات كانت واضحة عندما فتحت القوات الإسرائيلية النيران على طالبي المساعدات من مراكز مؤسسة غزة الإنسانية يوم السبت، حيث قتل أكثر من 30 شخصا حسب وزارة الصحة في غزة" أبرزت الصحيفة البريطانية.

وتابعت: "في بيان لها، أنكرت مؤسسة غزة الإنسانية أي علاقة بالضحايا، قائلة إنها حدثت بعيدا عن المراكز وقبل أن تفتح أبوابها. وأشارت أنها حذرت المواطنين من عدم السفر باتجاه مراكز التوزيع في الليل أو الصباح الباكر".

وبحسب تعليق الصحيفة على المقابلة، فإنّ: "كلام أبو الشباب يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،  الشهر الماضي، الذي قال إنّ: حكومته "فعّلت" العشائر المعارضة لحماس في غزة، ما هو السيء في هذا؟؛ وإنه فقط جيد وسيحمي حياة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي". 

وأردفت: "في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كان أبو شباب في السجن بتهمة تهريب المخدرات، وضربت إسرائيل السجن في بداية الحرب، وقتلت منذ ذلك الوقت أكثر من 60,000 فلسطينيا؛ وفي ظروف غامضة أصبح أبو شباب حرا، واتهمته جماعات الإغاثة الإنسانية بالسيطرة على جماعات نهب مسلحة واختطاف الشاحنات التي دخلت غزة من معبر كرم أبو سالم".

اظهار أخبار متعلقة


ونقلا عن القائم بأعمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، سام روز، فإنّ: "أبو الشباب قبل وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير كانت جماعته تدير النهب في جنوب غزة". مضيفا أنّ: "الشاحنات التابعة للوكالة كانت تُجبر على التوقف في شارع صلاح الدين، وكان رجاله يعرفون أنها قادمة".

وأورد: "كانوا يعملون في مناطق قريبة جدا من القوات الإسرائيلية، وكانوا مسلحين. وقواعد الاشتباك الإسرائيلية واضحة، فإذا رصد أي شخص يحمل سلاحا فسيتم القضاء عليه؛ لذا، من المستحيل أن يحدث هذا دون موافقة القوات الإسرائيلية على الأرض". 

إلى ذلك، في مقابلته، زعم أبو شباب أنّ: "هذه الإتهامات غير صحيحة، وأنّ العشائر هي التي موّلت ظهوره لا الجيش الإسرائيلي". وزعم أكثر أنّ: "فكرة إنشاء "منطقة آمنة" لا قتال فيها جاءت إليه  عندما رأيت معاناة شعبنا من سرقة للمساعدات وجرّها هذه الحرب مع إسرائيل إلى غزة، تاركة شعبنا يعاني ويتشرد".

وزعم أيضا، وفقا لمقابلته مع الصحيفة البريطانية: "بدأت قبيلتي وعائلتي بتوزيع المساعدات على المحتاجين". فيما ألمح إلى أنه من عائلة الترابين الممتدة في غزة ومصر والأردن وبعض الدول الخليج. وزعم في الوقت ذاته، أنّ: "حماس عندما شاهدت قبيلته توزع المساعدات بدأت حملة ضدها". 

وعن سلاحه وجماعته، قال أبو الشباب: "إنها أسلحة العائلة وليست أسلحة إسرائيلية". فيما تقول الصحيفة: "في تحقيق لصحيفة "صاندي تايمز" في نيسان/ أبريل 2024 وجد أن  شركة العرجاني "هلا" كانت تحقق يوميا مليوني دولارا.  ونقلت الصحيفة عن مهند صبري، مؤلف كتاب "سيناء: شريان حياة مصر وكابوس إسرائيل" قوله: "تريد مصر أن تكون اللاعب الرئيسي في أي نظام مالي يحدث في قطاع غزة بعد الحرب، كما كانت تفعل بالفعل خلال الحرب حتى إغلاق معبر رفح".

 واسترسلت: "هناك شخص واحد فقط في سيناء يمثل وسيطا موثوقا به لأي حكومة أو أي حركة تحدث هناك، ألا وهو العرجاني. وإذا أرادت مصر أن تظل اللاعب المالي الرئيسي، فعليها مواصلة هذا النوع من السيطرة وهذا النوع من الجنود الميدانيين على الأرض. ياسر أبو شباب هو خيارها المناسب". 

وفي سؤال عن قدرة جماعته على إدارة معبر رفح أجاب أبو الشباب: بـ"نعم"، بينما تعلق الصحيفة بالقول: "سواء عاش أبو شباب نفسه ليشهد غزة ما بعد الحرب، فهذه مسألة أخرى. ففي الثاني من تموز/ يوليو، أمرته محكمة تابعة لحماس بتسليم نفسه للمحاكمة خلال عشرة أيام بتهمة الخيانة والعمالة".

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن أبو شباب ونائبه غسان الدهيني،  قولهما إنّ: "حماس ستستغل أي وقف لإطلاق النار كفرصة للقضاء على أي معارضة، وطالبا المجتمع الدولي لـ"حمايتهم من حماس". 

وفي يوم الأربعاء، أوردت الحركة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقتل قائد تدريبها، العقيد عماد أبو ختلة، المعروف باسم "أبو صقر". ووجّهت إلى الدهيني، البالغ من العمر 38 عاما، تهم التورط في اختطاف الصحافي آلان جونستون من "بي بي سي نيوز" عام 2007، ومبايعة تنظيم الدولة عام 2015 ، مع أنه وشباب ينفيان أية علاقة بتنظيم الدولة. وعلى خلاف أبو شباب، يزعم الدهيني بأن لديه خبرة في الميدان. 

اظهار أخبار متعلقة


وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن رؤيته لإنشاء "مدينة إنسانية" لنقل مدنيين غزيين خاضعين للتدقيق وسط أنقاض جنوب غزة. وصرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، بأنّ: "الخطة ستشكل معسكر اعتقال إذا لم يتمكن السكان من المغادرة".

وزعم شباب والدهيني أنّ: "المنطقة الخاضعة لسيطرتهم ستكون جزءا من هذه "المدينة الإنسانية". وقال الدهيني: "نعم، إنه نفس المكان؛ أعتقد أن المنطقة التي نسيطر عليها حاليا ستكون جزءا من هذه المنطقة الآمنة التي يمكن لإسرائيل إنشاؤها لإبعاد المدنيين. لكن ذلك سيتطلب مساحة أكبر بكثير مما نسيطر عليه حاليا".

وفي مركز الاتهامات الموجهة لحركة أبو شباب ودعم دولة الاحتلال الإسرائيلي لها هي قدرتها على حمل السلاح في هذه المنطقة دون مواجهة عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويزعم الدهيني أنّهم تمكّنوا من الحفاظ على سلامتهم في منطقتهم "ببساطة لأننا لا نهاجم أحدا".
التعليقات (0)

خبر عاجل