نظم العشرات من سكان مدينة دنفر بولاية
كولورادو الأمريكية، وقفة احتجاجية أمام مركز "تابور" في شارع 17، للتنديد بنشاطات شركة "
بالانتير تكنولوجيز" العملاقة في مجال التكنولوجيا العسكرية.
وتُعرف الشركة بعلاقاتها الوثيقة مع دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتواجه اتهامات متزايدة من منظمات حقوقية بأنها تطور أدوات رقمية تُستخدم في تنفيذ انتهاكات جسيمة بحق اللاجئين والمهاجرين، وكذلك في العدوان المستمر على قطاع
غزة.
"بالانتير" في قلب منظومة القمع والقتل
وبحسب ما ذكره المحتجون، فإن "بالانتير"، التي انتقلت إلى دنفر في آب/ أغسطس 2020، تلعب دورا محوريا في تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تُستخدم لتسريع عمليات الترحيل الجماعي في الولايات المتحدة، إضافة إلى دعمها الهجمات الإسرائيلية في غزة، عبر توفير أنظمة تُستخدم في تحديد أهداف "القتل المُسبق".
وأشارت منظمات حقوقية إلى أن الشركة حصلت على عقود ضخمة بمليارات الدولارات من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون المرور بمسارات مناقصات شفافة، ضمن ما يُعرف بـ"مشروع القانون الكبير الجميل"، وهو تشريع أتاح تمويلا غير محدود لوكالات الأمن والهجرة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي هذا السياق، قالت جينا ماكافي، من "فريق حماية المهاجرين"، إن "تصنيع أنظمة لمراقبتنا أمر غير مقبول، ومساعدة ICE على اعتقال وترحيل جيراننا أمر لا يمكن السكوت عليه، وهذا لن يمرّ في منطقتنا".
الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال
واتهم نشطاء خلال الوقفة شركة "بالانتير" بتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنصات ذكاء اصطناعي، أبرزها "لافندر" و"أين أبي؟"، تُستخدم في رسم قوائم استهداف بشرية تعتمد على خوارزميات تُصنّف الأشخاص وفق معايير غامضة، ما أدى، بحسب النشطاء، إلى ارتكاب مجازر مروعة في قطاع غزة.
كما أشاروا إلى أن أرباح الشركة قفزت بشكل ملحوظ منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما يكشف عن ارتباط اقتصادي مباشر بين التكنولوجيا الحربية والإبادة الجماعية.
وقال كونور بوسي، من منظمة "دنفر لمناهضة الحرب" (DAWA): "لا أستطيع أن أفصل بين أطفال غزة وأطفال عائلتي... لو اختلفت الظروف قليلًا، لما ترددت بالانتير في المساهمة في ذبحهم مقابل حفنة دولارات".
اظهار أخبار متعلقة
رفض شعبي واستحضار لرموز المقاومة
وقاد عضو المنظمة إليوت هاو٫ الحشد بهتافات حماسية، منها: "مستغلو شركة بالانتير من دموع الفلسطينيين!" و"أيها المهووسون بالتكنولوجيا، اخرجوا من كولورادو!".
كما أدّى أغنية بعنوان "ألم تسمع؟" وجّه فيها نقدا لاذعا للنفاق الديني في دعم الاحتلال، وجاء فيها: "كنت عطشانًا ولم تُعطني قطرة، كنت جائعًا ولم تطعمني… ابتعد عني لأنك ملعون."
اظهار أخبار متعلقة
أما تيري بيرنسد، الناشط في منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، فقال إن "بالانتير تُجسد جوهر الإمبريالية الحديثة، فهي لا تنتج إلا أدوات التتبع والاستهداف والقتل، بينما يلقى الفلسطينيون حتفهم بسبب تقنياتها".