شهد إقليم بني ملال
المغربي، صباح اليوم
الثلاثاء، نهاية مأساوية لقصة
احتجاج غير مسبوقة، بطلها "بوعبيد"، الرجل
الأربعيني الذي أثار جدلاً واسعًا بعد اعتصامه فوق خزان مياه في دوار أولاد يوسف
التابع لجماعة أولاد امبارك، احتجاجًا على ما اعتبره "تجاهلاً رسمياً"
لمطالبته بفتح تحقيق حول ظروف
وفاة والده الجندي المتقاعد.
وكان "بوعبيد" قد صعد إلى خزان
المياه قبل أكثر من 18 يومًا، رافعًا صوته بالاحتجاج على ما وصفه بـ"الإهمال
واللامبالاة" من الجهات المختصة تجاه وفاة والده، والتي قال إنها "تحيط
بها شبهات وظروف غامضة". وقد رفض على مدى أيام النزول رغم محاولات متكررة من
السلطات المحلية وأفراد من أسرته لثنيه عن الاعتصام، وسط تضامن شعبي من أبناء
المنطقة الذين تابعوا وضعه عن كثب.
لكن فصول القصة أخذت منحى مأساويًا صباح
السبت 12 يوليو، حين حاولت عناصر الوقاية المدنية التدخل لإنزاله حفاظًا على
حياته. وخلال العملية، أقدم بوعبيد على لف حبل حول عنقه وألقى بنفسه من أعلى
الخزان، في مشهد صادم وثقته بعض هواتف المواطنين، ما خلف إصابات بالغة في جسده.
وعلى الفور جرى نقله إلى قسم الإنعاش
بالمستشفى الجهوي ببني ملال، حيث مكث في وضع صحي حرج إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة
فجر اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، متأثرا بجراحه.
وقد أكدت مصادر محلية أن مصالح الدرك الملكي
فتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد جميع ملابسات الحادث
وظروف الاعتصام والوفاة، خاصة وأن خلفيات القضية مرتبطة بمطالب أسرية بالكشف عن
حقيقة وفاة والده.
الحادث خلف حالة من الصدمة والأسى في صفوف
سكان دوار أولاد يوسف، الذين اعتبروا أن ما جرى هو نتيجة لتراكم الإهمال الإداري،
وغياب آليات الاستماع للمواطنين البسطاء، خصوصًا في القضايا ذات الطابع الإنساني
والعائلي الحساس.
ويعيد هذا الحادث المأساوي تسليط الضوء على
آليات الحوار والتدخل الاجتماعي في حالات الاحتجاج الفردي، وعلى أهمية التعامل مع
مطالب المواطنين بجدية، قبل أن تتحول إلى مآسٍ دامية تهز الضمير العام.
اظهار أخبار متعلقة