سياسة دولية

أوجلان يظهر في مقطع مصور.. "الانتقال من السلاح إلى السياسة مكسب تاريخي" (شاهد)

طلب أوجلان من حزبه وضع السلاح والانخراط في العملية السياسية - (أرشيفية)
طلب أوجلان من حزبه وضع السلاح والانخراط في العملية السياسية - (أرشيفية)
أصدر زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، عبر مقطع فيديو رسالة إلى أنصاره من حزب العمال، ذكر فيه أن الانتقال الطوعي "من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة السياسة الديمقراطية والقانون"، ليس خسارة، بل مكسب تاريخي.



وبحسب ما نشرت قناة "رووداو" الكردية، ظهر أوجلان، ومعه عدد من السجناء في سجن ايمرالي، حيث قال: "أرى من واجبي الأخلاقي تجاهكم أن أقدم لكم، مرة أخرى، إجابات توضيحية ومبدعة عبر رسالة شاملة تتناول المرحلة التي وصلت إليها حركتنا، ووضعها الملموس، ومشاكلها، وسبل حلها، حتى وإن كان في ذلك تكرار".

وأوضح أوجلان في الفيديو الذي يعود تاريخ تصويره إلى حزيران/ يونيو الماضي: "ما زلت أدافع عن نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الصادر بتاريخ 27 شباط 2025، وأعتبر استجابتكم الإيجابية لهذا النداء، من خلال المؤتمر الثاني عشر لحل حزب العمال الكردستاني (PKK) وبمضمون شامل وصحيح للغاية، رداً تاريخياً".

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إن تركيا لن تسمح بأي محاولة لتخريب عملية تخلي حزب العمال الكردستاني المحظور عن سلاحه، معربا عن أمله في إتمام العملية في أقرب وقت ممكن.

وفي حديثه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إنه من المتوقع حدوث تطورات إيجابية في الأيام المقبلة.

وذكرت قناة إن.تي.في التركية الثلاثاء أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني سيبدأون تسليم الأسلحة في مجموعات بمدينة السليمانية بشمال العراق الجمعة المقبل، في إطار عملية سلام مع تركيا.

اظهار أخبار متعلقة



وقررت الجماعة في أيار / مايو حل نفسها تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في شباط/ فبراير  الماضي، وذلك بعد صراع مع الدولة التركية استمر لأكثر من أربعة عقود.

والتقى وفد من (حزب المساواة والديمقراطية للشعوب) الموالي للأكراد، ثالث أكبر أحزاب تركيا والذي لعب دورا رئيسيا في تسهيل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه، الاثنين الماضي بالرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة لمناقشة العملية.

وأفادت قناة (إن.تي.في) في وقت سابق أن إبراهيم قالن رئيس جهاز المخابرات التركي، سيسافر إلى بغداد لإجراء محادثات مع مسؤولين عراقيين لمناقشة تسليم الأسلحة.

ومنذ أن شن حزب العمال الكردستاني تمردا ضد تركيا عام 1984، في الأساس بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وعن عبئ اقتصادي مهول وأجج التوتر الاجتماعي.

وأدناه نص الرسالة كاملة:

الرفاق الأعزاء

حركتنا التي تستند إلى الرفاقية الاشتراكية، تعيش بعض الأزمات في الوضع الحالي.

أرسل مرة أخرى رسالة موسعة واضحة، كطريق لحل هذه الأزمات، وذلك من منطلق واجب أخلاقي.

في 27 شباط 2025 قمت بإطلاق نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، ولا أزال أدعم هذا النداء.

قام المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بالرد بإيجابية على نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، وكان هذا الموقف بنظري رداً تاريخياً.

يجب النظر للوضع الحالي كنتيجة تاريخية وقيمة، أشكر كل من قام ببذل جهود ودور فعال في هذه المرحلة.

في ظل التطورات الأخيرة والتحول التاريخي، قمت بتحضير مانيفستو المجتمع الديمقراطي، حيث يعتبر المانيفستو انتصاراً لمانيفستو (طريق ثورة كردستان) الممتد منذ 50 عاماً، وهذا لا يقتصر على المجتمع الكردي التاريخي فحسب، بل أؤمن بأهميته التاريخية للمنطقة وجميع قوى المجتمع العالمي، ليس لدي أي شك أن هذا مثال لانتصار تقاليد المانيفستو التاريخي.

أستطيع القول بكل صراحة، أن هذه التطورات هي نتائج لقاءاتي في إمرالي، ولكي تكون هذا اللقاءات مستندة على الإرادة الحرة، كانت هناك محاولات على أعلى المستويات.

المرحلة الحالية تدفعنا إلى بذل خطوات عملية، هذه المرحلة والخطوات ذات أهمية تاريخية، ولفهم المرحلة يجب إظهار حسن النية، والتقدم إلى الأمام.

حركة حزب العمال الكردستاني كانت تستند إلى إنهاء إنكار الهوية، وتأسيس دولة مستقلة، انتهاء استراتيجية حرب التحرر القومي، تم الاعتراف بالهوية، لذا تم تحقيق الهدف الأساسي، ومن هذا المنطلق أتمت الحركة عمرها، بالإضافة إلى أنها عانت من التكرار والتوجه نحو أزمة، على هذا الأساس سيتم مواصلة النقد والنقد الذاتي بشكل موسع.

بما أن السياسة لا تقبل بالفراغ، فإن استراتيجية برنامج السلام والمجتمع الديمقراطي "السياسة الديمقراطية" كتكتيك أساسي، يجب أن يصان بقانون شامل، نتحدث عن مرحلة تحديد مصير من الناحية التاريخية.

في الوقت الراهن يتم تشكيل لجنة واسعة ومسؤولة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني وهذا يشكل أمراً بالغ الأهمية، من الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق، أعلم تماماً أن هذه الخطوات لن تذهب سُدى، وأرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها.

لذا تبذل جهود لفتح أبواب جديدة واتخاذ خطوات عملية واضحة.

الأفكار التي طرحتها كعناوين هي على الشكل التالي:

ـ إن تحمل الجميع للمسؤولية، وتحقيق هدف السلام والمجتمع الديمقراطي، لا يتحقق إلا بتبني منظور اندماجي إيجابي، وبناءً على ما سبق نستنتج أن حزب العمال الكردستاني قد تخلى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب، أي حل نفسه، وفي المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم .

ـ لجعل عمل اللجنة والمجلس ذو معنى، وإزالة مخاوف الرأي العام، في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي أن يرحب بنزع سلاحكم من قبل الجهات المعنية والرأي العام بشكل طبيعي، إنشاء آلية إلقاء السلاح ستسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية، أن هذا لا يعني الهزيمة، على العكس يجب تقييمها على إنها انتصار تاريخي. بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة.

ـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الذي يعمل تحت مظلة البرلمان التركي، سيعمل مع الأحزاب الأخرى، وسيتحمل جميع المسؤوليات التي تقع على عاتقه ولإنجاح هذه المرحلة.

ـ بصدد حريتي الشخصية التي نصت عليها جميع القرارات كشرط، أقول، أنتم تعلمون إنني لم أضع حريتي الشخصية كمشكلة في أي وقت، في المعنى الفلسفي لا يمكن فصل الحرية الشخصية عن المجتمع، بحرية الفرد يتحرر المجتمع، وبحرية المجتمع يمكن للفرد أن يتحرر، هذه الحقيقة لا يمكن تطبيقها إلا بشكل طوعي.

يكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ.

أكدت التطورات التي تحدث في الأيام الأخيرة في المنطقة على مدى أهمية وتنفيذ الخطوات السريعة لندائنا التاريخي هذا.

بخصوص المرحلة أو العملية، أنا في غاية الحماس وانتظر انتقاداتكم واقتراحكم ودعمكم.

أظهرت هذه النقاشات في جميع أنحاء الوطن والمنطقة وعلى المستوى العالمي، أننا كقوى الحداثة الديمقراطية نملك برنامج نظري يصل إلى مرحلة استراتيجية وتكتيكية جديدة، أشير من الآن، أنني حالياً في محاولة استعداد، أستطيع أن أقول بكل سرور بأنني متحمس وذو قرار.

ندائي للمرحلة القادمة:

على أساس قرارات المؤتمر الثاني عشر، والآراء والمقترحات الأخيرة التي ذكرتها في هذه الرسالة، سنسير إلى الأمام وسنحقق النصر.

سلامي ومحبتي ورفاقيتي اللانهائية لكم

19  حزيران 2025

عبد الله أوجلان

التعليقات (0)