وصلت سفينة "مادلين"، التي قرصنتها تل
أبيب، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، مساء الاثنين، وذلك بعد اعتراضها ومنعها من
الوصول إلى قطاع
غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة ومجازر دموية متواصلة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد وصلت "سفينة
"مادلين"، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، وقرصنتها البحرية الإسرائيلية
خلال الليلة الماضية، إلى ميناء أسدود بمرافقة سفن حربية إسرائيلية مساء الاثنين.
وفي وقت سابق، كشفت وكالة "أسوشيتد برس"
عن رصد سفينة "مادلين" قبالة سواحل فلسطين المحتلة في طريقها إلى ميناء
أسدود.
وتوالت ردود الأفعال الدولية الغاضبة، عقب قيام
بحرية
الاحتلال الإسرائيلي، باعتراض سفينة الإغاثة الإنسانية "مادلين"
في المياه الدولية أثناء توجهها نحو قطاع غزة المحاصر، ما أثار موجة إدانات رسمية
وحقوقية واتهامات بانتهاك القانون الدولي.
واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال
السفارة الإسرائيلية في مدريد، دان بوراز، احتجاجاً على اعتراض السفينة.
وفجر الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية نيتها
ترحيل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متن "مادلين"، بعد اعتراضها ونقلها إلى
ميناء أسدود.
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أنه جرى احتجاز
السفينة وطاقمها ونقلهم إلى سجن "جفعون" في مدينة الرملة، مع تجهيز
زنازين منفصلة لهم.
وأصدر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن
غفير تعليمات بمنع دخول وسائل الإعلام والاتصال إلى أماكن احتجازهم، في خطوة
اعتبرها حقوقيون "انتهاكاً صارخاً لحقوق المعتقلين".
في السياق ذاته، وجه مركز "عدالة" الحقوقي
داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة رسالة عاجلة إلى السلطات، طالب فيها بالكشف عن
أماكن احتجاز الناشطين، معتبراً أن اعتراض السفينة في المياه الدولية يشكل
"خرقاً فاضحاً للقانون الدولي".
وتقل سفينة "مادلين" 12 ناشطاً من جنسيات
أوروبية مختلفة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والممثل
الأيرلندي ليام كانينغهام، وتعرضت لهجوم من البحرية الإسرائيلية في المياه
الدولية.
وتضمنت العملية تحليق طائرات مسيرة وإلقاء مواد
بيضاء غير معروفة على ظهر السفينة، بالتوازي مع محاصرتها بزوارق سريعة.
وقبل الاقتحام، بث المتضامنون تسجيلاً مباشراً أظهر
جنود جيش الاحتلال وهم يطالبون الركاب برفع أيديهم، قبل أن تنقطع الإشارة بفعل
التشويش.
يُشار إلى أن "مادلين" ليست أول سفينة
تتعرض لاعتراض من البحرية الإسرائيلية، إذ سبقتها سفينة "الضمير"
التابعة للجنة الدولية لكسر
الحصار، التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في الثاني من
أيار/مايو الماضي، ما أدى إلى ثقب في هيكلها واشتعال النيران في مقدمتها.