هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مضى على طرح المفكر والفيلسوف الكبير مالك بن نبي نظريته في القابلية للاستعمار ما يقرب من سبعة عقود، وعلى الرغم من ذلك ما زالت الأسئلة التي كشف عنها بن نبي وأطلقها بشجاعة عالقة في ذات الفضاء دون أن تجد جوابا شافيا.
استغفار الله تعالى من أعظم أبواب الرحمة الإلهية التي دعا إليها الأنبياء، وفي مقدمتهم نوح عليه السلام الذي خاطب قومه برفق ولين، وحثّهم على الإقلاع عن الذنوب والرجوع إلى ربهم ليجلبوا لأنفسهم الخيرات والبركات. وتُظهر الآيات الكريمة جانبًا عظيمًا من رحمة الله بعباده، ودلالة واضحة على أثر التوبة في صلاح القلوب وعمارة الحياة، وفيها عبرٌ تربوية وإيمانية عميقة.
لا يجادل أحد أن نظرية المقاصد وعمقها النظري والمنهجي برز في القرن الثامن الهجري (ت 790 ه) في الغرب الإسلامي مع الإمام أبو إسحاق الشاطبي، لكنها أبدا لم تصر رهانا أصوليا إلا مع الحركة الإصلاحية الحديثة التي كان اهتمامها بالشاطبي وموافقاته أكثر من أي اهتمام علمي طيلة القرون اللاحقة للقرن الثامن الهجري.
القرار يتعامل مع أمن إسرائيل كأولوية مطلقة، هذه الفلسفة الأمنية كانت هي الأساس في صفقة القرن الذي يخترق كل بنود الخطة، كما يهمش القرار حق العودة والقضايا النهائية، بحيث لا يشير إلى حق العودة أو القدس أو الأسرى (إلا كصفقة تبادل فنية)، وهو ما ينسجم مع رؤية واشنطن وتل أبيب. وبذلك، يمكن القول إن الخطة الحالية ليست سوى نسخة محينة من صفقة القرن، أعيد تقديمها في سياق حرب مدمرة وتسويقها كحل "إنساني- لإعادة الإعمار".
لا يوجد في الجزائر إلا شعب واحد مسلم ناطق بالعربية (في غالبيته غير الأمية)، وقد علم الشعب الجزائري بهذه اللغة العلمية والحضارية نفسه بنفسه ومحا أميته في معظم الحواضر الوطنية وعلّم بها نخب أوروبا كلها لعدة قرون في جامعاته العامرة المشعة ببجاية الحمادية وتلمسان الزيانية!؟
شرع الإسلام العبادات من أجل أن يعبّد المسلم ذاته لله، ولا تستعبده شهواته، وليصبح لديه القدرة على تحقيق ذلك، وقد أنتجت الحضارة الغربية إنساناً بصورة "حيوان استهلاكي" لأنها قامت على إطلاق الشهوات بكل طريق وبأية صورة، وقد جاء الإعلام ليلعب دوراً كبيراً في إثارة "الشهوات الاستهلاكية" وأبرزها ما يتعلق بالجنس ليزيد في سطوة استعباد الشهوات للإنسان. وبهذا تكون الحضارة الإسلامية أكثر صدقاً من الحضارة الغربية في جعل الإنسان حراً.
تُعدّ الآليات القانونية والقضائية في الأصل ضمانات لتحقيق العدالة وحماية الحقوق، لكن في العديد من دول العالم العربي أضحت هذه الآليات أدوات قمع في يد الأنظمة السلطوية. فبدلًا من أن تكون القوانين سدًا منيعًا في وجه التعسف، يجري تطويعها لاستخدامها ضد المعارضين السياسيين تحت غطاء قانوني زائف. هكذا تتحول التهم والمحاكمات والقوائم إلى أسلحة لتصفية الحسابات السياسية، فينتفي مبدأ سيادة القانون لتحل محله سيادة السلطة وأجهزتها الأمنية.
هؤلاء العلماء، وأمثالهم، ينظرون إلى أن مفهوم السياسة الشرعية ومقاصد الشريعة لا يتعارض مع القيم الإنسانية، ولا مع التعاون الإقليمي والدولي، ولا مع مؤسسات الدولة المعروفة، بل تقوم الشريعة على رفع المفاسد، وجلب المصالح على المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية.
تواجه الساحة السورية في الوقت الراهن تحدّيات مركّبة، تتداخل فيها الأبعاد السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية، وتنعكس آثارها على الوعي الجمعي، وعلى البنية الحركية والفكرية لمختلف القوى الفاعلة. وقد أفرز هذا التعقيد ظاهرةً لافتة تتمثل في الخلط بين السياسة الشرعية ومسائل الاعتقاد، بحيث باتت القرارات الإدارية والسياسية محلَّ تجاذبٍ عقدي، وغدت الأحكام الدينية تُسقَط على مواقف سياسية متغيّرة بطبيعتها، وهو ما قد يؤدي إلى تمزيق الصف، وإضعاف القدرة على إدارة الشأن العام، والعجز عن الوصول إلى خيارات وطنية جامعة.
تقدم هذه القراءة الخاصة رؤية متوازنة ومستنيرة، تحاول تصحيح الانحرافات الشعبية والشعوبية، وتؤكد أن الإنصاف في دراسة التاريخ يتطلب عرض الفضائل والعيوب معًا، بعيدًا عن الجهل والتحامل، ليتمكن القارئ من فهم علاقة العرب بالدولة العثمانية في بعدها التاريخي والسياسي والديني على نحو واقعي وموضوعي.