هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يدري إلى أين سينهي هذا الوضع، هل سيبرز من القوى المعارضة أقلية خلاقة جديدة، تحمل مشاريع إبداعية جادة، تصنع تيارا شعبيا متأثرا برؤية المرجعيات الجديدة فيبزغ فجرها ونقيم دولة قوية من الداخل تقهر كل التهديدات الخارجية، أم أن الأقلية المسيطرة ستواصل جرنا إلى الأسفل في غفلة تامة من الأغلبية التابعة النائمة، فيكون انتحارنا داخليا، ونفكك دولتنا الوطنية بأيدينا، ونسقط بإرادتنا جميعا بين يدي القوى الخارجية.
رغم الحضور الانتخابي المتكرر للحركات الإسلامية في المشهد السياسي، فإنّها سرعان ما تُستأصل بسهولة ودون صدى مجتمعي، وهو ما يكشف عمق أزمتها البنيوية، لا في غياب الديمقراطية أو المؤامرات الخارجية، بل في افتقادها لحزام مدني صلب يقيها الانكشاف السياسي، ويمنحها شرعية مجتمعية تتجاوز سند الصندوق. ففي غياب الترسّبات الثقافية والعمل النقابي، ظلت هذه الحركات خارج الدولة وخارج المجتمع في آن، عاجزة عن بناء توازن قوى حقيقي، ومستسلمة لعزلة مزدوجة غذّتها مرجعيات فقهية مترددة ونظرة مرتابة للعمل المدني، ما جعلها دائمًا فريسة سهلة لكل موجة قمع أو إقصاء.
لا يكاد الجدل في فرنسا حول الإسلام والمسلمين يهدأ حتى يتجدد، في سياق مشحون بالهواجس الهويّاتية والتجاذبات السياسية، حيث تتحوّل قضايا المسلمين إلى مادة مفضّلة للتأزيم الإعلامي والتجييش الانتخابي، كما هو الحال مع التقرير الأخير حول "الإخوان المسلمين والإسلام السياسي"، الذي لم يحمل جديداً يُذكر، بقدر ما أعاد إنتاج سرديات أمنية معروفة، تسهم في تعزيز مناخ الريبة والإقصاء، وتكشف عن مأزق عميق تعيشه الجمهورية الفرنسية في تعاملها مع مكوّن أساسي من نسيجها المجتمعي.
تمثل طائفة العلويين في لبنان إحدى الأقليات الدينية الصغيرة التي لا يتخطى عدد أبنائها نسبة 1.5% من إجمالي عدد اللبنانيين. وبرغم قلّة عددهم، فإن العلويين يشكلون مكوّنًا دينيًا واجتماعياً نجح في الحفاظ على خصوصيته الثقافية لكنه لم ينجح دائماً في تعزيز مكانته الوطنية والسياسية ضمن التوازنات اللبنانية الدقيقة وذلك بفعل ارتباطاته الإقليمية ولا سيما مع سوريا طوال فترة حُكم آل الأسد، فواجه العلويون تحديات مرتبطة بالهوية والتمثيل والانخراط في الحياة السياسية، ما تُرجم أحياناً على شكل توترات طائفية في المناطق التي يتركزون فيها ولا سيما طرابلس.
يصرّ المسيري على أن الإسلام ليس مجرد ممارسات تعبدية أو منظومة لاهوتية، بل هو "نسق حضاري" متكامل يشمل الأخلاق، الاجتماع، السياسة، والرموز الثقافية. من هنا فإن أي علمنة شاملة تحاول طرد الدين من الفضاء العام، أو اختزاله في الضمير الفردي، تُعدّ في رأيه اغترابًا عن جوهر المجتمع العربي الإسلامي.
يهدف هذا الجزء إلى تشخيص العقبات البنيوية التي تحول دون تطور تعليم العربية في بنغلاديش، وتقديم رؤية تطويرية تأخذ في الاعتبار المعايير الدولية، والمتغيرات المحلية، وضرورة دعم التعاون بين الدول العربية والجامعات البنغلاديشية في هذا المجال الحيوي.
في زمن تتعالى فيه الأصوات المنادية بإنقاذ الليبرالية من أزمتها البنيوية في الغرب، يُعيد كل من عبد الله العروي وفرانسيس فوكوياما طرح الأسئلة الكبرى حول جدوى هذا المشروع، ولكن من منطلقين متباينين: فالعروي يستدعي الليبرالية كأداة تاريخية للخروج من التخلف، بينما يتمسك فوكوياما بها كعقيدة خلاص أخير من التفكك الديمقراطي. وبينما يرى الأول أن تبني الليبرالية ضرورة "سلفية" للحداثة، يراها الثاني مرجعية "كلاسيكية" يجب العودة إليها لمواجهة التفكك القيمي، ما يجعل من المقارنة بين رؤيتيهما نافذة حيوية لفهم التوترات الكامنة في المشروع الليبرالي بين عالمين مختلفين في التجربة والتطلعات.
جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على أبرز التحديات التي تعترض طريق الأساتذة والطلاب في ميدان تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش، مع تقديم مقترحات عملية وتوصيات بناءة، ووضع خطة استراتيجية شاملة لمعالجة تلك المشكلات وتجاوزها، بهدف الارتقاء بتعليم العربية وجودته في هذه الجامعات.
إن الصلة بين المشرق والمغرب موضوع لقي اهتماما من الباحثين القدماء والمحدثين، وتتفق آراؤهم على أن البربر لا يكونون مجموعة عرقية واحدة ذات اصل واحد، وأن هناك دماء أجنبية كثيرة تجري في عروقهم.
لقد حفرت موجة "إعادة قراءة التراث" التي بدأت منذ منتصف القرن العشرين مسارات فكرية عميقة، انطلقت من السؤال النقدي حول بنية الفكر العربي، لتصل اليوم إلى سؤال أشدّ تعقيدًا: كيف يمكن لمجتمعات عربية، مؤسسة في بنيتها الرمزية على الدين، أن تتبنى مشروعًا حداثيًا دون أن تنسخ النموذج الغربي؟ كيف يمكنها أن تفكّر في "العلمانية" دون أن تقع في ثنائية التبعية أو العداء؟