هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من خصائص الدين أن يتعلق بمبادئ وقيم ثابتة، وبكائن علوي أبدي(الخالق) والاتصال بهذا الكائن العلوي الأبدي أو اتصال الكائن العلوي بالكائنات الدنيا يتم بوسيلة الاتصال التي هي اللغة، ومن ثم يكون الدين من أقوى الوسائل المحافظة على اللغة، ونجد ذلك واضحا في لغة الأدعية مثلا وأسلوب التضرع إلى الله ... الذي لا يكاد يتغير في جميع الديانات منذ ظهورها، مع أنه كلام بشر، ويجوز الاجتهاد في تغيير أسلوبه (نقصد الكلمات التي تصاغ بها الأدعية إلى الله، وليس كلام الله المقدس الذي لا يجوز تغييره، ومن الأمثلة البارزة على ذلك: اللغة العبرية التي زالت من التداول منذ أكثر من عشرين قرنا، ولكنها بقيت محفوظة كلغة خاصة بفضل علاقتها بأسفار التوراة التي ظل اليهود يحافظون عليها حيثما تشتتوا في أقطار العالم إلى أن فرضوا وطنا (قوميا) لهم في هذا القرن على حساب حقوق أهله الشرعيين (...) فوجدوا وسيلة الاتصال قائمة بين اليهود - على ضعفها - فعملوا على تقويتها، وإثرائها بالمفردات العلمية لتساير العصر، وليجعلوا منها إحدى دعائم القومية اليهودية وإحدى وسائل الاتصال بين أشتات اليهود من سلالات البشر المختلفة، ويمكن القول بأن اللغة العبرية اللغة الوحيدة في العالم التي عادت إلى وضعها الصحي بعد جمود أو حمود دام أكثر من عشرين قرنا ونفس الكلام يمكن أن يقال عن اللغة العربية، فلو لم يكن القرآن هو حافظ اللغة العربية لتغيرت كثيرا عما هي عليه الآن، ولو فرضنا أن كتب التوراة أو الإنجيل أو القرآن أنزلت بلغات أخرى غير ما أنزلت به فعلا ) لوجدنا هذه اللغات مستعملة حتى يومنا هذا .
جاء إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتاريخ 24 تموز/يوليو 2025 بنيته الاعتراف بدولة لتكون فرنسا أول دولة بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، التي ستعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين ضمن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن المساعي الفرنسية لمحاولة إحياء مسار التسوية الفلسطينية الإسرائيلية وتحقيق السلام، لكن كيف حدث هذا التحول المفاجئ في الموقف الفرنسي على مدار عقود ماضية، لتبادر فرنسا إلى ذك هل هو تكفير عن ذنوب سابقة؟
في السابع والثامن والعشرين من شهر أيلول / سبتمبر الماضي قرر شباب أطلقوا على أنفسهم وسم جيل (ز) الخروج بشكل منظم إلى الشوارع في عدد من المدن المغربية للاحتجاج على تأزم الوضعية الاجتماعية حاملين شعارات واضحة وبسيطة تتعلق بالعدالة الاجتماعية وإصلاح قطاعي التعليم والصحة، وتوفير فرص الشغل للعاطلين الشباب.
تتبع طائفة الروم الأرثوذكس كنسياً إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق (مقرّ البطريرك في دمشق) وهي كنيسةٌ مستقلّة ضمن العائلة الأرثوذكسية العالمية. تتبنّى التراث البيزنطي في الليتورجيا أي أن العبادة الجماعية المنظمة تطورت في بيزنطيا (موقع إسطنبول الحالية في تركيا، ومركز الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وانتقلت منها إلى الشعوب الأخرى. وتُقيم الكنيسة الأرثوذكسية في لبنان صلواتها باللغة العربية منذ قرون، ما جعلها أقرب الكنائس الشّرقية الكبرى إلى الوجدان اللغوي العربي.
بعد ما يقرب من عامين من هجوم السابع من أكتوبر الذي حطم شعور إسرائيل بالأمن، فلا تزال إسرائيل تعيش في ظلها الطويل. وما بدأ كهجوم قاتل لحماس تطور إلى الحرب متعددة الجبهات الأكثر تعقيدا في تاريخ إسرائيل. نعم، حققت إسرائيل انتصارات ميدانية في لبنان وإيران أدت إلى تغيير ميزان القوى الإقليمي لصالحها. ومع ذلك، فلا تزال أهداف الحرب المركزية التي وضعتها إسرائيل في غزة دون تحقيق.
يعتبر مصطلح الثقافة من أكثر المصطلحات إثارة للجدل، ليس فقط لعموميته واتساع الدلالات التي يحملها، ولكن أيضا لأن الذين تناولوه حتى داخل الحقل المعرفي الواحد، لم ينتهوا بشأنه إلى تحديد مفاهيمي مشترك، يتواضع عليه الباحثون، بما في ذلك علماء علم الإناسة (الأنثروبولوجيا)، ذلك الحقل الذي يعتبر أكثر الحقول المعرفية انشغالا بقضية الثقافة.
تؤكد الدراسة أن إسرائيل لم تعد تكتفي بالدفاع عن حدودها فحسب، بل تسعى إلى تحويل الجنوب السوري إلى منطقة نفوذ مباشر. وتستند هذه الخطوات إلى مشروع توسعي تاريخي بدأ باحتلال الجولان في 1967، ويستند إلى أطماع صهيونية تاريخية وملكية الأراضي والروايات التوراتية المتعلقة بحوران.
اعتبر المفكر الفرنسي اليساري باسكال بونيفاس، الخبير الدولي في الجيوسياسة والتحولات الإقليمية، أن الحرب المستمرة على فلسطين، والسياسات الغربية المنحازة لإسرائيل، كشفت عن إخفاقات استراتيجية وسياسية وثقافية في التعاطي مع العالم العربي والإسلامي، محذرًا من استمرار الخلط بين الإسلاموفوبيا والعداء لإسرائيل، ومن تحول النقد المشروع لسياسات الاحتلال إلى شيطنة للشعوب العربية والمسلمين، داعيًا إلى إعادة النظر في دور الإعلام والسياسات الغربية لتفعيل مسار السلام وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة.
لم تكن نهاية الحرب العراقية ـ الإيرانية في عام 1988 نهايةً عسكريةً فقط، بل كانت لحظة مفصلية في التحول الاستراتيجي للنظام الإيراني. فعندما أعلن الإمام الخميني قبوله قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن (القرار 598)، قال عبارته الشهيرة: "قبولي لهذا القرار كان أشبه بتجرع كأس السم". كانت هذه العبارة تعبيرًا مكثفًا عن مرارة التنازل، لكنه أيضًا إقرار ضمني بأن الثورة الإسلامية ـ في مرحلتها التأسيسية ـ بلغت أقصى طاقتها القتالية، وأن الحفاظ على الدولة صار أولوية استراتيجية، حتى لو بدا ذلك تراجعًا عن الشعارات الأولى.
شكّلت طائفتا الأرمن في لبنان، الكاثوليك والأرثوذكس، جماعة متماسكة مؤسّساتياً وثقافياً، ورافداً مستمراً للحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وبرغم أن الأرمن عموماً يمثلون أقل من 1% من إجمالي سكان لبنان، ومن أنهم ليسوا جماعة دينية مستقلة وينتمون جميعاً إلى الديانة المسيحية فقد اعتُبروا "طائفة" لأن الكلمة في أصلها تعني "جماعة اعترافية"، وفي لبنان على وجه الخصوص تعني جماعة لها مؤسساتها وقوانين أحوالها الشخصية وتمثيلها في النظام العام ولذلك فإن الأرمن في لبنان مسجَّلون رسميّاً كـ طائفتين منفصلتين في النظام الطائفي اللبناني: الأرمن الأرثوذكس وهم الكتلة الأكبر عدداً بين أرمن لبنان، والأرمن الكاثوليك.