يكتب كريشان:
من قال إننا سنكون أمام حكومات غربية لم تعد لها في أغلبها أي علاقة بقيم الإنسانية وحتى المنطق السليم؟!! من قال إننا سنكون أمام منظومة دولية عاجزة بالكامل أن تفرض أي شيء خارج الإرادة الأمريكية؟!!
يقول كريشان: يفترض أن تكون الأولوية حاليا لوقف مبيعات الأسلحة، على الأقل، لأن بائعها شريك كامل في الجريمة ولكن إسرائيل لن ترتدع عن غيّها في كل الأحوال ما لم تشعر بأن سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، وبهذه الوحشية سيكون لها ثمن باهظ.
ما من صحيفة أو مجلة أو إذاعة أو تلفزيون تطرّق إلى الشأن التونسي إلا ووجد من المعطيات الصارخة ما يؤثث به صورة سلبية للغاية عن الكيفية التي تدار بها البلاد حاليا
أصحاب هذه الرسائل، التي تسلّلت بكبرياء من وراء القضبان، رموز بارزة في الساحة السياسية بعد نجاح الثورة التونسية مطلع 2011 أثروا سجالاتها وأحداثها، لكنهم اليوم جميعا في السجن بعد ما تم الانقلاب على مجمل التجربة فجاءت رسائلهم تشخيصا ناضجا لحال تونس اليوم.
محمد كريشان يكتب: لو أردنا أن نفكّك مثل هذا الاتهام، فلن نجده ينطبق على أحد انطباقه على سعيّد نفسه بسبب ما أقدم عليه هو نفسه من تجريف وتجويف لركائز الدولة حتى غدت تونس صحراء قاحلة تعاني فراغا موحشا.
في بلادنا العربية، وفي العالم الذي وصف لعقود بالعالم الثالث، نشأنا وترعرعنا على أن كل شيء يدور حول شخص واحد لا غير: الرئيس أو الملك أو الأمير أو السلطان.
إن غياب الكفاءة واستمرار مسلسل العبث وإدمان الحكم في تونس على إطلاق الشعارات الشعبوية لم يصحّر فقط بالكامل الحياة السياسية بل نراه يوشك الآن على تدمير كامل للاقتصاد.
محمد كريشان يكتب: كثيرة هي المحاكمات التي شهدتها تونس في العقود الماضية سواء تعلقت بمجموعات يسارية، أو وزراء سابقين أو نقابيين أو قوميين موالين لليبيا رفعوا السلاح ضد الدولة أو إسلاميين، لكنها المرة الأولى التي تجمع فيها محاكمة واحدة كل هذه المثالب جميعها.
يكتب كريشان: تٌحدث الولايات المتحدة حاليا كل هذه الجلبة، وتثير حفيظة وحنق القريب والبعيد، في وقت تتقدم فيه دول كبرى بهدوء وحكمة وأولها الصين، وهنا الفرق تحديدا بين قوة صاعدة وأخرى تطل المؤشرات الأولى لبداية أفولها.
لا علاقة بين شذى الشابة الفلسطينية ذات الواحد وعشرين ربيعا وبين شذى التونسية الشابة التي تكبرها بقليل لكن كلتيهما تعرّضتا إلى مظلمة أودت بحياة الأولى ورمت بالثانية وراء القضبان
يقول كريشان: التلفزيون الذي عاد لدور بوق الدعاية، صرنا نشاهد من جديد التقارير السمجة (تم مؤخرا احتفاء مبالغ فيه للغاية بترميم مسبح بلدي في العاصمة وكأنه إنجاز وطني خارق للعادة).