أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة علم النفس
الصحي المهني أن ظاهرة إرهاق
زووم تراجعت بشكل ملحوظ في بيئات
العمل بعد جائحة
كورونا،
ولم تعد
اجتماعات الفيديو أكثر إرهاقا من الاجتماعات التقليدية.
وشملت الدراسة 125 موظفا يعملون 20 ساعة أسبوعيا
على الأقل ويشاركون بانتظام في اجتماعات عبر الفيديو، حيث جمعت البيانات من 590
يوم عمل و945 اجتماعا باستخدام أسلوب أخذ العينات التجريبية الذي يعتمد على تسجيل
الانطباعات في الوقت الفعلي.
وخلال عشرة أيام عمل، طلب من المشاركين تعبئة
استبيانات قصيرة أربع مرات يوميا لقياس مستويات الإرهاق العاطفي والتعب بعد
الاجتماعات، سواء كانت عبر الفيديو أو الهاتف أو وجها لوجه، إلى جانب تسجيل خصائص
الاجتماعات مثل مدتها وعدد الحضور.
وأظهرت النتائج أن اجتماعات الفيديو لم تكن
مرتبطة بمستويات أعلى من الإرهاق العاطفي أو ضعف التركيز مقارنة بالاجتماعات
التقليدية، كما لم يؤثر العمل من المنزل أو من المكتب على مستوى الإرهاق الناتج
عنها.
وبيّنت الدراسة أن مدة الاجتماع كانت العامل
الأبرز في الشعور بالإرهاق، إذ كانت الاجتماعات التي تقل مدتها عن 44 دقيقة أقل
إرهاقا، بينما تساوت مستويات التعب في الاجتماعات الأطول بغض النظر عن وسيلة
التواصل.
وأشار الباحثون إلى أن الملل قد يسهم بدرجة
محدودة في زيادة الإرهاق، إلا أن طول الاجتماع يظل العامل الحاسم، وليس استخدام
تقنيات الاتصال المرئي بحد ذاته.
وعزا الباحثون هذه النتائج إلى تكيف الموظفين
تدريجيا مع أدوات التواصل الافتراضي، واكتسابهم خبرة أكبر في استخدامها مقارنة
بفترة الإغلاق أثناء الجائحة، التي تميزت بالعزلة والضغوط النفسية.