تدخل القارة الأفريقية
العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، التي تستضيفها
المغرب في واحدة
من أكثر النسخ ترقبا في تاريخ المسابقة، سواء على مستوى التنظيم أو الزخم الجماهيري
أو سخونة المنافسة بين كبار القارة وطموحات المنتخبات الصاعدة.
وتنطلق البطولة يوم
21
كانون الأول / ديسمبر الجاري، وتستمر حتى 18 كانون الثاني / يناير القادم، بمشاركة
24 منتخبا، في نسخة تمتد على مدار قرابة شهر كامل، وتقام مبارياتها على 9 ملاعب موزعة
على 6 مدن مغربية، في مشهد يعكس جاهزية البلاد لاحتضان حدث رياضي من العيار الثقيل.
مغرب التنظيم.. ورهان
النجاح
ويعول الاتحاد الأفريقي
لكرة القدم (كاف) كثيرا على المغرب لتقديم نسخة تنظيمية مميزة، مستفيدا من البنية التحتية
الحديثة، وتجربة البلاد الناجحة في استضافة البطولات الكبرى خلال السنوات الأخيرة،
وتستعد مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس وأكادير لاستقبال الجماهير والمنتخبات،
وسط ترتيبات لوجستية وأمنية مكثفة.
ومن المقرر أن
يكون ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط مسرحًا للمباراة الافتتاحية والنهائية،
في رسالة رمزية تؤكد مركزية العاصمة في الحدث، بينما ستحتضن باقي الملاعب مواجهات قوية
منذ دور المجموعات.
مجموعات نارية وبدايات
ملتهبة
أسفرت قرعة البطولة
عن مجموعات متوازنة إلى حد كبير، مع وجود مواجهات مرتقبة مبكرا، ويتصدر المنتخب المغربي،
صاحب الأرض والجمهور، المجموعة الأولى إلى جانب مالي وزامبيا وجزر القمر، وسط طموحات
كبيرة لأسود الأطلس لمواصلة التألق القاري بعد الإنجازات العالمية الأخيرة.
في المقابل، جاءت مصر
في مجموعة لا تخلو من التحديات، حيث تصطدم بجنوب أفريقيا وأنغولا وزيمبابوي، بينما
تبرز المجموعة الثالثة بصدام تقليدي بين نيجيريا وتونس، في واحدة من أكثر المجموعات
جذبًا للمتابعة الجماهيرية.
أما حامل اللقب منتخب
كوت ديفوار، فيخوض منافسات صعبة بالمجموعة السادسة التي تضم الكاميرون والغابون وموزمبيق،
فيما ينتظر عشاق الكرة الأفريقية مواجهات قوية في مجموعات تضم الجزائر والسنغال وبوركينا
فاسو والكونغو الديمقراطية.
نظام البطولة وطريق
اللقب
يتأهل إلى دور ثمن
النهائي صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، إضافة إلى أفضل أربع منتخبات تحتل
المركز الثالث، لتبدأ بعدها مرحلة الإقصاء المباشر، حيث لا مجال للتعويض، ويصبح الخطأ
ممنوعًا حتى الوصول إلى النهائي.
وبإجمالي 52 مباراة،
تعد نسخة 2025 من أكثر النسخ ازدحامًا بالمواجهات، ما يفتح الباب أمام مفاجآت محتملة،
ويزيد من قيمة عامل الخبرة والجاهزية البدنية.
نجوم القارة تحت الأضواء
تنتظر البطولة مشاركة
نخبة من أبرز نجوم الكرة الأفريقية المحترفين في كبرى الدوريات العالمية، ما يمنح المنافسات
بريقا إضافيا، كما تمثل البطولة فرصة لظهور أسماء شابة تسعى لفرض نفسها على الساحة
القارية، ولفت أنظار الأندية الأوروبية.
جماهير وحلم أفريقي
جديد
ومع إطلاق بطاقات المشجع
وتسهيلات الحضور، ينتظر أن تشهد الملاعب المغربية حضورا جماهيريا كثيفا، خاصة من الجاليات
الأفريقية والعربية، في أجواء احتفالية تمتزج فيها المنافسة الكروية بالهوية الثقافية
للقارة.
وقبيل صافرة البداية،
تبدو كل السيناريوهات مفتوحة: صراع الكبار لاستعادة المجد، وحلم المنتخبات الطامحة
لكتابة التاريخ، ما يجعل كأس الأمم الأفريقية 2025 بطولة مرشحة لأن تكون من الأكثر
إثارة وندية في تاريخ الكرة الأفريقية.