رياضة دولية

قبل انطلاق "الكان".. سجل الهدافين يروي حكاية 68 عاما من المجد

على مدار 34 نسخة تعاقبت أسماء لامعة على قائمة الهدافين - موقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم
مع اقتراب صافرة البداية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، يعود التاريخ ليحجز مكانه في قلب المنافسة، وهذه المرة عبر بوابة الهدافين الذين صنعوا ملامح النسخ المتعاقبة منذ أول بطولة عام 1957، فخلال أكثر من ستة عقود، ظل لقب "الهدّاف" أحد أكثر الأوسمة اللامعة في البطولة القارية، وشاهدًا على بروز نجوم أعادوا تشكيل هوية كرة القدم الأفريقية.

ورغم تغير شكل البطولة واتساعها، بقيت أرقام بعض اللاعبين صامدة في الذاكرة، وعلى رأسهم الكونغولي الزائيري موتومبولا صاحب الرقم القياسي التاريخي، بعدما دون اسمه بـ 9 أهداف في نسخة 1974، وهو رقم لم يقترب منه سوى القليل، بينهم الإيفواري لوران بوكو والكاميروني فينسنت أبو بكر اللذان سجلا 8 أهداف في نسختي 1970 و2021.

وعلى مدار 34 نسخة، تعاقبت أسماء لامعة على قائمة الهدافين، كانت أولها للمصري الديبة في نسخة الافتتاح عام 1957 بخمسة أهداف، قبل أن تتوالى النسخ ويبرز معها نجوم من مختلف الأجيال، مثل المصري حسن الشاذلي، والإيفواري بوكو، والسوريالي فانتامادي كيتا، والمالي دياباتيه، وصولاً إلى العصر الحديث مع الكاميروني إيتو الذي تربع على عرش الهدافين في 2006 و2008.

ومع كل جيل، تعيد البطولة اكتشاف نفسها، ففي السبعينيات، ظهرت المدرسة الهجومية الإيفوارية والزائيرية بقوة، بينما شهدت الثمانينيات تنافسًا حادًا بين نجوم القارة، يتقدمهم الأسطورة الكاميرونية روجيه ميلا، والمصري طاهر أبو زيد، والجزائري لخضر بلومي. أما التسعينيات، فكانت حقبة النيجيري رشيدي ياكيني الذي تصدر قائمتين متتاليتين في 1992 و1994، قبل أن تبرز أسماء عربية بقوة مثل المصري حسام حسن الذي شارك الصدارة في 1998.

وفي الألفية الجديدة، تواصلت الإثارة مع تعدد الجنسيات المتصدرة، إذ شهدت بطولة 2004 وحدها خمسة هدافين دفعة واحدة، بينما أعادت نسخة 2010 النجم المصري محمد ناجي جدو إلى الواجهة بهدفه الحاسم في طريق اللقب.

أما آخر نسختين، فقد حملتا توقيع مهاجمين تركوا بصمتهم بقوة: النيجيري إيغالو في 2019، ثم الإكواري إيميليو نسوي بخمسة أهداف في 2023، وهي أرقام تعزز التنافس المحموم المتوقع في نسخة 2025.

وبينما تترقب الجماهير ما ستقدمه النسخة المقبلة، يظل سجل الهدافين مرآةً لتاريخ البطولة، وحكاية ممتدة من التألق الفردي الذي صنع جزءًا مهمًا من أسطورة “الكان”.