ردّت النائب الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي،
إلهان عمر، على هجمات وانتقادات لاذعة وجهها مجددا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفةً إياه بأنه "عار على الأمة"، وكتبت عمر، وهي أول أمريكية من أصل صومالي تُنتخب لعضوية الكونغرس، على مواقع التواصل الاجتماعي: "هوس ترامب بي أمرٌ غريبٌ للغاية.. إنه بحاجة إلى مساعدة جدية.. ولأنه لا يملك أي سياسات اقتصادية يتباهى بها، فإنه يلجأ إلى ترديد أكاذيب متعصبة".
وجاء منشورها على موقع "بلو سكاي" بعد تصريحات الرئيس في ماونت بوكونو، خلال تجمع انتخابي لأنصاره في بنسلفانيا مساء امس لدعم الأغلبية الجمهورية في الكونجرس بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي، حيث قال إن عمر "لا تفعل شيئًا سوى التذمر" وأن إدارته "يجب أن تُخرجها من الولايات المتحدة فورًا"، كما وصف ترامب الصومال بأنها "قذرة، وكريهة، ومقززة، وتعجّ بالجريمة"، وقال إنها "أسوأ دولة في العالم".
خلال الخطاب الذي استمر نحو 90 دقيقة تحدث ترامب حول عدة موضوعات منها إلهان عمر ووقف تدفق المهاجرين من الصومال ودول أخرى تصنف ضمن دول العالم الثالث، وهو أمر ركز عليه الرئيس وإدارته خلال الأيام الأخيرة خاصة مينيسوتا وسط تقارير تفيد بتورط هذه المجموعة في فضيحة احتيال في الولاية.
وقال ترامب وسط استهجان أنصاره في القاعة ساخرًا: أحب هذه إلهان عمر أيًا كان اسمها بعمامتها الصغيرة، أحبها تأتي ولا تفعل شيئًا سوى التذمر إنها دائمة الشكوى تأتي من بلدها الذي يعتبر من أسوأ بلدان العالم، ثم تباهى لاحقًا بأنه أوقف الهجرة من ما وصفه بـ أماكن بائسة مثل أفغانستان وهايتي والصومال والعديد من الدول الأخرى.
وأصدرت إدارة ترامب أمرا بوقف إصدار أي تأشيرات دخول لأفغانستان بعد أن تم التعرف على هوية المسلح الذي أطلق النار على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، وهو مواطن أفغاني يدعى رحمان الله لاكانوال دخل الولايات المتحدة ضمن رحلات بايدن التي أمر بها بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
حظرت إدارة ترامب بالفعل السفر من 19 دولة مختلفة اعتبرتها تهديدًا للأمن والسلامة العامة، وهي أفغانستان، وبوروندي، وتشاد، وكوبا، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، ولاوس، وليبيا، وميانمار، وسيراليون، والصومال، والسودان، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا، واليمن وقال ترامب: إذا لم تشاركنا قيمنا، وتساهم في اقتصادنا، وتندمج في مجتمعنا، فنحن لا نريدك في بلادنا.
يذكر أن إلهان عمر كانت قالت، لشبكة "سي أن أن" إنها "غير متفاجئة" بخطاب ترامب ضدها وضد الصوماليين الآخرين لأنه "يحاول التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته الفعلية"، وأضافت عمر في مقابلة مع جيك تابر، مراسل الشبكة، في برنامج "ذا ليد": "أعني، لستُ مصدومةً، لأننا نعلم أنه يلجأ في كثير من الأحيان إلى خطاب متعصب ومعادٍ للأجانب والإسلاموفوبيا والعنصرية عندما يحاول التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته الفعلية".
وعندما سألها تابر عن تأثير تصريحات ترامب على الجالية الصومالية، قالت عمر إن هناك مخاوف من أنها قد تشجع الناس على "مهاجمة وإيذاء" الصوماليين، وكان ترامب خصَّ الصوماليين باللوم خلال الأسبوع الماضي في أعقاب إطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني في واشنطن، على الرغم من أن مطلق النار المشتبه به في تلك القضية مهاجر أفغاني.
بدوره، دافع النائب الديمقراطي جيمس كليبرن عن النائبة إلهان عمر بعد الهجوم العنيف الذي شنّه الرئيس ترامب ضدها وضد الجالية الصومالية، واصفًا إياها بأنها "امرأة شابة استثنائية صمدت أمام الكثير"، وقال كليبرن في مقابلة مع NBC إن الدفاع عن عمر والصوماليين "يجسّد القيم الحقيقية لأمريكا"، مؤكدًا ضرورة مواصلة السعي نحو "اتحاد أكثر كمالًا".