رياضة عربية

المغرب يستضيف "الكان".. هل يكسر أسود الأطلس لعنة نصف قرن؟

لقب عالمي لمنتخب تحت 20 عاما يعزز حلم النجمة الثانية- الموقع الرسمي
يستعيد المغاربة ذكرى آخر تتويج قاري قبل نحو خمسة عقود، حين رفع صوت “أسود الأطلس” للمرة الأخيرة في سماء كأس أمم إفريقيا عام 1976، وهو إنجاز ظل وحيدا رغم تعاقب أجيال قوية وموهوبة، وتتجه اليوم أنظار القارة السمراء إلى المغرب، البلد المضيف للنسخة المقبلة من البطولة، وسط آمال واسعة بأن تكون هذه النسخة موعدًا لكسر لعنة اللقب التي لازمت المنتخب منذ 49 عاما.

ويمنح تنظيم البطولة على الأرض المغربية أفضلية معنوية كبيرة، حيث سيكون اللاعبون مدعومين بجماهير اعتادت الوقوف خلف منتخبها في أصعب الظروف، وقد شكل غياب هذا العامل في نسخ عديدة سببا من أسباب التعثر السابق، بينما ترى الجماهير أن اللعب داخل الديار قد يكون نقطة التحول المنتظرة، خاصة مع توفر بنية تحتية حديثة باتت مفخرة للكرة المغربية.


ورغم امتلاك المغرب عبر تاريخه منتخبات قوية، فإن مسيرته في البطولة كانت تتعثر غالبا في الأدوار المتقدمة، بسبب غياب الاستقرار الفني أو ضعف البدائل الجاهزة أو سوء الحظ في اللحظات الحاسمة.

وكان قد راكم المنتخب إخفاقات متتالية خلقت ما يشبه “لعنة الكان”، في ظل ضغط جماهيري يتزايد مع كل مشاركة بحثا عن النجمة الثانية، غير أن الجيل الحالي يبدو مختلفا، سواء من حيث شخصية لاعبيه أو نوعية تشكيلته الأساسية والاحتياطية.

ويشمل المنتخب الحالي أسماء بارزة تنشط في كبرى الأندية العالمية، مثل أشرف حكيمي المتوج بدوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي، وبلال صيباري بطل هولندا مع بي إس في إيندهوفن، وآيوب الكعبي الذي خطف الأضواء بقميص أولمبياكوس في اليونان، إلى جانب لاعبين آخرين أثبتوا حضورهم في الدوريات الأوروبية الكبرى.

ويرافق هذا الجيل استمرار النهضة الكروية التي تعرفها المملكة في السنوات الأخيرة؛ إذ لم يعد المنتخب الأول وحده هو من يحقق حضورا دوليا قويا، بل برزت المنتخبات السنية بتتويجات غير مسبوقة، فقد حقق المنتخب الأولمبي برونزية تاريخية في أولمبياد باريس 2024، وتوج المنتخب المحلي بلقب “الشان”، فيما أحرز منتخب أقل من 20 عاما لقب كأس العالم، في إنجاز يعد الأبرز في تاريخ الكرة المغربية.


وتؤكد هذه النجاحات أن المشروع الكروي في المغرب يسير بثبات، ويمنح المنتخب الأول حافزا إضافيا لانتزاع لقب طال انتظاره.

ويأتي ذلك بدعم مباشر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي ضخت استثمارات ضخمة في مراكز التكوين، وبنت ملاعب عالمية، ووفرت أفضل الظروف الفنية واللوجستية للمنتخب خلال المعسكرات والاستعدادات، في إطار رؤية متكاملة تهدف لصناعة منتخب قادر على إعادة صوت “أسود الأطلس” إلى منصة التتويج.