حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر شمال الخليل إلى ثكنة عسكرية مغلقة، في واحدة من أوسع عمليات الاقتحام التي تشهدها البلدة منذ سنوات، حيث نفذ جيش الاحتلال اقتحامات اعتقل وحقق خلالها مع نحو 200 فلسطيني من البلدة الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى، أن التحقيق الميداني رافقتها عمليات تنكيل واعتداء بالضرب المبرح، وتخريب وتدمير واسع لمقتنيات المنازل في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، إلى جانب عمليات سرقة أموال ومصاغ ذهبي، ومصادرة مركبات وأجهزة إلكترونية.
وحوّلت قوات الاحتلال عددا من المنازل إلى ثكنات عسكرية، واستخدمت المواطنين دروعا بشرية، كما وألقت منشورات تتضمن تهديدات مباشرة للمواطنين، وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل ذوي الشهيد وليد صبارنة، ودمرت محتوياته قبل أن تغلقه بالكامل ومنعت أصحابه من دخوله.
كما وفرضت قوات الاحتلال حصارا عسكريا على بيت أمر، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليها بالسواتر الترابية والبوابات الحديدية، ومنعت الأهالي من التنقل والخروج من البلدة، وأوضح شهود عيان أن جيش الاحتلال حوّل الملعب البلدي في البلدة إلى مركز توقيف وتحقيق ميداني. وأظهرت مقاطع فيديو قوات من الجيش الإسرائيلي وهي تقتاد فلسطينيين مقيدين في البلدة.
وفي سياق متصل، أصيب اثنان من نشطاء السلام، بحالة اختناق جراء رشهما بالغاز خلال اعتداء نفذه مستوطنون على تجمع بدوي قرب مدينة القدس، وقالت محافظة القدس: "أُصيب ناشطان من نشطاء السلام (لم تحدد جنسيتيهما) بحالات اختناق جراء رشهما بالغاز خلال اعتداء نفذه مستوطنون على تجمع خلة السدرة البدوي قرب بلدة مخماس شمالي شرق القدس"، وأشار إلى أن المستوطنين هاجموا سكان التجمع، وتسببوا بأضرار طالت عددا من المنازل والمركبات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدا غير مسبوق في هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 1076 وإصابة نحو 10 آلاف و700، واعتقال أكثر من 20 ألفا و500، خلال عامي حرب الإبادة في قطاع غزة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، ارتكب المستوطنون 7 آلاف و154 اعتداء، ضد الفلسطينيين في الضفة الغربيةمنذ 7 اشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت تلك الاعتداءات عن تهجير 33 تجمعا سكانيا حتى الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.