أثار المفكر الإسلامي
المصري محمد
سليم العوا موجة واسعة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن
رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي "تحمل ما لا يتحمله بشر" خلال عامين
من الحرب على
غزة، في مقابلة بودكاست "الحل إيه؟".
ورغم أن العوا قدم
شهادته بوصفها قراءة شخصية للمرحلة، إلا أن لقاءه شهد انقسام كبيرا حولها وجدلا
واسعا، إذ أحدثت ردود فعل متباينة بين مؤيد يرى في كلامه تقديراً لجهود الدولة المصرية
في إدارة أزمات المنطقة، ومعارض يعتبر أن التصريح يشكل انحيازا واضحا للسلطة، في حين
جاء الهجوم من بعض الأذرع الإعلامية المقربة من النظام أكثر حدة مما توقع كثيرون
ورافضة لتصريحاته.
ففي الوقت الذي اعتبر
فيه العوا أن إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيسي "في محلها"، هاجم
أحد أذرع النظام الإعلامي أحمد موسى تصريحاته بشدة، مؤكداً أن "الشعب المصري يرفض
كل من له علاقة بالإخوان وعلى رأسهم سليم العوا".
وقال موسى عبر برنامجه
"على مسئوليتي" إن تعليق العوا على أداء السيسي لا يُغير من حقيقة مواقفه
السابقة، مضيفاً: "محدش يقدر يضحك على المصريين… وما زال البعض مخدوعا في الإخوان"،
واستغل موسى الفرصة لتجديد هجومه على الجماعة، مستشهداً باتهامات تتعلق بجمع التبرعات
غزة.
وبمقاربة مشابهة، اعتبر
الإعلامي مصطفى بكري أن الهجوم على العوّا من قبل معارضي النظام – وتحديداً من الإخوان
– يؤكد أن هذه الجماعة "لا عهد لها ولا صديق".
وأضاف عبر منصة
"إكس" أن مجرد كلمة إيجابية في حق السيسي كانت كافية لإطلاق حملة تشويه ضد
العوا، معتبراً أن ذلك يعكس ما وصفه بـ"انعدام الوفاء" لدى خصوم النظام.
وتداول ناشطون تعليقات
تتوقع أن تكون تصريحات العوا مقدمة لمرحلة جديدة في علاقته مع السلطة، وكتب الحساب
المعروف عبد الرحمن مطر "Abdelrahman Matar" أن العوّا قد يكون مرشحاً للتعيين في مجلس
النواب أو للظهور الإعلامي المكثف خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن "هذه سياسة
السيسي المعتادة"، ومكافئته على تلك التصريحات وموقفه الجديد.
وسط هذا السجال، قدم
الكاتب جمال سلطان رواية مغايرة، مستعيداً موقفاً للعوّا خلال أحداث "موقعة الجمل"
عام 2011، حيث أكد أنه رآه يشارك في حماية المتظاهرين رغم أنه كان خارجاً من عملية
قلب مفتوح. وأشار سلطان إلى أن العوّا كان طوال حياته مستقلاً، ناقداً للجميع، لا ينتمي
للسلطة ولا للجماعات، معتبراً أن الهجوم عليه يأتي من ثقافة "عدم تقدير الرموز"
في مصر.