سياسة عربية

منظمة حقوقية: الإمارات تصدّر القمع إلى العالم واعتقال الحسني أحدث حلقاته

دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى إلى اتخاذ موقف حازم ضد ممارسات النظام الإماراتي، ووقف أي تعاون أمني معه.
كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن توقيف الصحفي والناشط اليمني عادل الحسني في مطار نيودلهي مساء 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بناءً على طلب من السلطات الإماراتية، معتبرة أن الحادثة تمثل تصعيداً خطيراً في سياسة "القمع العابر للحدود" التي تنتهجها أبو ظبي ضد منتقديها ومعارضيها في الخارج.

وقالت المنظمة في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي٢١"، إن هذه العملية تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتمهد لتسليم معارضين إلى دولة "معروفة بممارسة التعذيب وسوء المعاملة داخل سجونها"، مشيرة إلى أن مثل هذه الممارسات تُحوّل العالم إلى ساحة مطاردة مفتوحة لمعارضي النظام الإماراتي.

سلسلة ملاحقات خارجية

وأوضحت المنظمة أن اعتقال الحسني ليس حادثة معزولة، بل يأتي في سياق حملة أوسع تشنها أبو ظبي ضد النشطاء والحقوقيين في دول عدة.

ففي الأسبوع الماضي، اعتُقل الناشط الإماراتي جاسم الشامسي في سوريا في ظروف مشابهة، بالتنسيق مع أجهزة أمنية إماراتية، فيما شهد شهر أكتوبر الماضي تسليم الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات بعد توقيفه في مطار بيروت، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره تماماً رغم المناشدات الحقوقية للكشف عن مصيره.

وأكدت المنظمة أن هذه الوقائع تعكس استغلال الإمارات لعلاقاتها الاقتصادية والأمنية مع حكومات متعددة لتمرير عمليات الاعتقال أو الترحيل بحق معارضيها، سواء عبر التعاون الأمني المباشر أو من خلال آليات "الإنتربول العربي والدولي".

انتقادات لموقف الهند

وانتقدت المنظمة بشدة موقف السلطات الهندية التي نفذت الاعتقال دون مذكرة قضائية أو اتهام رسمي، مع تعتيم كامل على مكان احتجاز الحسني ومنعه من التواصل مع محامٍ أو عائلته.

وأضافت أن هذا السلوك يشكل انتهاكاً فادحاً لحقوق الإنسان ومخالفة صريحة للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مشيرة إلى أن امتثال نيودلهي لضغوط إماراتية يسيء إلى سجلها الحقوقي ويضعها أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية جسيمة، خصوصاً إذا أقدمت على تسليمه.

وأشارت المنظمة إلى أن القمع الإماراتي لا يقتصر على الداخل، إذ تضم السجون الإماراتية مئات المعتقلين من النشطاء والصحفيين، بعضهم قضوا نحبهم تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال الطبي.

ومن أبرز الحالات، وفاة المعتقلة علياء عبد النور عام 2019 وهي مقيدة اليدين في مستشفى بعد معاناة مع السرطان، إلى جانب وفيات أخرى داخل مراكز احتجاز تابعة لجهاز الأمن الإماراتي.

وأضاف البيان أن الحسني نفسه سبق أن اعتُقل عام 2016 على يد قوات موالية للإمارات في جنوب اليمن، وتعرض حينها لتعذيب شديد، قبل الإفراج عنه في أبريل 2018، ليواصل بعدها توثيق انتهاكات الإمارات والميليشيات التابعة لها ضد المدنيين في اليمن، ما جعله هدفاً دائماً للملاحقة.

دعوات لتحرك دولي

ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى إلى اتخاذ موقف حازم ضد ممارسات النظام الإماراتي، ووقف أي تعاون أمني معه.

وأكدت أن "الصمت الدولي واستمرار التعاون مع أبو ظبي شجعها على التمادي في قمع المعارضين وملاحقتهم عبر الحدود".

كما شددت على ضرورة توحيد الجهود الحقوقية والإعلامية لفضح ما وصفته بـ"سياسة القمع العابرة للحدود"، وتوفير الدعم القانوني للضحايا وعائلاتهم.

وختمت المنظمة بالتأكيد على أن حماية الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان مسؤولية جماعية، وأن تركهم عرضة للابتزاز الأمني "يفتح الباب أمام مرحلة خطيرة من التعديات على الحريات في المنطقة والعالم".