سياسة عربية

جيش الاحتلال يزعم إطلاق النار على 4 مسلحين قرب أنفاق في رفح

أزمة الأنفاق في رفح تهدد اتفاق وقف إطلاق النار وسط اتهامات متبادلة بخرقه - جيتي
قال الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنه أطلق النار على أربعة مسلحين فلسطينيين في المنطقة التي يسيطر عليها خلف "الخط الأصفر" بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في وقت تتواصل فيه حالة التوتر بشأن مصير نحو مئتي مقاتل من حركة "حماس" قالت وسائل إعلام عبرية إنهم ما زالوا عالقين داخل نفق بالمدينة.

وبحسب بيان الجيش، فإن قوة إسرائيلية كانت تعمل على "تدمير عدة مسارات أنفاق" في رفح، رصدت أربعة مسلحين بالقرب منها وأطلقت النار باتجاههم، مؤكدا عدم وقوع إصابات في صفوف جنوده.

وفي المقابل، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن الجيش لم يرصد وقوع إصابات بين الفلسطينيين الذين أطلق عليهم النار، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية تجري حاليا عمليات تمشيط واسعة في المنطقة باستخدام طائرات مسيرة، للتحقق مما إذا كان المسلحون قد خرجوا من أحد الأنفاق التي يعتقد أن مقاتلي "حماس" محاصرون داخلها.

ويأتي هذا التطور وسط تصاعد الجدل في الاحتلال الإسرائيلي حول ملف المقاتلين العالقين في رفح، إذ تتحدث تقارير عبرية عن أن الجيش يرفض منحهم "ممرا آمنا" إلى مناطق سيطرة "حماس"، رغم مطالبات من الحركة والوسطاء الإقليميين بتمكينهم من الانسحاب، في حين تتبنى تل أبيب موقفا يدعو إلى "استسلامهم أو تصفيتهم".

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد قالت في أول تعليق لها على الأحداث، إن الاتصال "مقطوع منذ أشهر مع المجموعات المتبقية في رفح"، محملة الاحتلال مسؤولية أي اشتباك قد يقع هناك، ومؤكدة أنه "لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس".

وتعود جذور الأزمة إلى ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ يتهم الاحتلال الإسرائيلي "حماس" بخرق الاتفاق عقب حادثين أمنيين في 19 و28 من الشهر نفسه، بينما تقول مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الملف ذريعة لتقويض الاتفاق وإعادة التصعيد.

ونفت مصادر قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلته هيئة البث العبرية، أن يكون قد قدم التزامات لواشنطن بشأن المقاتلين خلال لقائه المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر في القدس الغربية مساء الاثنين الماضي.

وتعد رفح واحدة من المناطق القليلة التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها شرق ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، المنصوص عليه في اتفاق الهدنة.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، يواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حربه على قطاع غزة، التي خلفت خلال عامين أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما دمرت أكثر من 90 في المئة من البنية التحتية المدنية في القطاع، في ما يصفه مراقبون بأنه حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.