سياسة عربية

رئيس الوزراء العراقي يحسم قضية نزع سلاح "الفصائل المسلحة"

التحالف الدولي ينسحب من العراق العام المقبل- واع
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الاثنين إن نزع سلاح الجماعات المسلحة مرتبط بانسحاب قوات التحالف الذي سيتم في أيلول/ سبتمبر المقبل، مؤكدا سعيه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز، قال السوداني "تعهدنا بوضع السلاح تحت سيطرة الدولة، لكن ذلك لن ينجح طالما بقيت قوات التحالف بالبلاد"، مضيفا "هناك إجماع من القوى السياسية على إنهاء وجود أي سلاح خارج مؤسسات الدولة".

وعن الانتخابات المقبلة المقررة في الـ11 من الشهر الجاري، أوضح رئيس وزراء العراق أنها "مفصلية ومنعطف بين عدم الاستقرار سابقا والأمن والإعمار حاليا، كما أن عدم المشاركة فيها يفسح المجال أمام الفاسدين ويرسخ مبدأ المحاصصة".

وسبق أن زعم وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأمريكي بيت هيغسيث، حمل رسالة تحذير واضحة من أي تدخل للفصائل العراقية في العمليات العسكرية المرتقبة بالمنطقة.

وقال العباسي في مقابلة تلفزيونية إن الاتصال، الذي جرى عبر القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد، استمر بين 11 و12 دقيقة بحضور رئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة، ومعاون العمليات، ومدير الاستخبارات العسكرية.

وأوضح الوزير أن الجانب الأمريكي أبلغه بوجود "عمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة"، محذرا من "تدخل الفصائل العراقية"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل. ونقل الوزير عن نظيره الأمريكي تحيات الرئيس دونالد ترامب له ولرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مشيرا إلى أن الحديث تناول أيضا التعاون في مجال الطائرات المسيرة، ومذكرة التعاون الأمني والاستخباري المقترح توقيعها بين الجانبين، إضافة إلى تزويد العراق بطائرات "بيل" المروحية.

واختتم الوزير حديثه بالإشارة إلى أن المسؤول الأمريكي أنهى الاتصال بعبارة تحذيرية قائلاً: "هذا تبليغ أخير لكم، وتعرفون جيدًا كيف سيكون رد الإدارة الحالية".


والأسبوع الماضي،  أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال اتصال سابق مع رئيس الوزراء السوداني، على "ضرورة معالجة أنشطة الميليشيات التي تقوض سيادة العراق وتهدد حياة وأعمال الأمريكيين والعراقيين وتسرق الموارد العراقية لصالح إيران"، بحسب المتحدث باسم السيناتور تومي بيجوت.

كما شددت واشنطن على أن استمرار هذه الجماعات في العمل خارج سلطة الدولة "يشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية"، ودعت إلى حصر السلاح بيد القوات النظامية فقط.

وفي بيان آخر للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، مارك سافايا، أكدت الولايات المتحدة دعمها لمسار بغداد نحو "الاستقرار والسيادة والازدهار"، مع التشديد على ضرورة توحيد القوات المسلحة تحت راية الحكومة المركزية ومنع أي جماعات مسلحة من العمل بشكل مستقل.

وقال سافايا إن "العراق بدأ يستعيد مكانته كدولة ذات سيادة تعمل على تقليص التدخلات الخارجية وجمع السلاح بيد الدولة وفتح الأسواق أمام الشركات الدولية لإعادة بناء البنية التحتية الهشة".