صحافة إسرائيلية

كاتب عبري: "حرب النهضة" هزيمة نكراء لإسرائيل

نيف يقول إن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها في حرب النهضة- جيتي
قال الكاتب الإسرائيلي كوبي نيف، إن ما يُعرف بـ"حرب النهضة" لم تكن سوى "هزيمة نكراء لإسرائيل"، معتبرا أن في هذه الهزيمة "خيرا" على المدى البعيد.

وأوضح نيف، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن حكومة تتحدث عن "حرب النهضة" إنما تكشف عن فشلها، تماما كما يفعل رجلٌ يصرخ في الشارع "أنا سعيد!" بينما يبدو عليه الحزن، مضيفا أن "الانتصار لا يُقاس بعدد القتلى أو مساحة الأراضي المحتلة، بل بتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية".

وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل، في حرب أكتوبر عام 1973، قتلت أعدادًا أكبر من المصريين واحتلت أراضي واسعة، لكنها لم تحقق هدفها، وهو الاحتفاظ بسيناء، بينما تمكنت مصر من استعادة أراضيها عبر اتفاق السلام، ولذلك فهي المنتصرة، وأضاف: "انتصار مصر في حرب يوم الغفران كان خيرا لنا، لأنه أفضى إلى اتفاق سلام دام نحو خمسين عاما ومهد لاتفاقات لاحقة".

ولفت نيف إلى حرب 23 تشرين الأول/أكتوبر بين دولة الاحتلال وغزة، متسائلا: "من المنتصر الحقيقي في هذه الحرب؟"، موضحا أن إسرائيل قتلت أكثر من 68 ألف مدني وجندي فلسطيني، واحتلت أجزاء من القطاع ودمرت بناه التحتية، لكنها، رغم ذلك، "لم تحقق أيا من أهدافها المعلنة"، باستثناء إعادة الأسرى التي فرضت عليها بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وعدد الكاتب الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية للحرب: "الإطاحة بحكم حماس، وتدمير قدراتها العسكرية، ونزع سلاحها، وإعادة جميع الأسرى، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على غزة، وإقامة نظام مدني بديل، وتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين، وتوسيع الاستيطان اليهودي في القطاع"، مشيرا إلى أن "أيا من هذه الأهداف لم يتحقق".

في المقابل، قال نيف إن هدف حركة حماس من شن الحرب لم يكن، كما تزعم إسرائيل، "قتل أكبر عدد من اليهود"، بل "إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية" ولو على حساب تضحيات كبيرة، وهو ما تحقق فعلا، على حد قوله، إذ بدأت "مسيرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة" بعد سنوات من الرفض الإسرائيلي.

ورأى الكاتب أن دولة الاحتلال فقدت في هذه الحرب استقلالها السياسي والعسكري، معتبرا أنها "تحولت إلى قاعدة عسكرية تحت إشراف دولي بقيادة الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "اللورد الجديد لإسرائيل، دونالد ترامب"، قد يصدر أمرًا بإطلاق سراح مروان البرغوثي، رغم معارضة الحكومة الإسرائيلية لذلك.

ووصف نيف "حرب النهضة" بأنها "هزيمة عظيمة"، معتبرا أن "الهزيمة قد تكون بداية خلاص"، كما حدث بعد حرب يوم الغفران، وأضاف: "ربما تكون هذه الهزيمة فرصة للعالم، بقيادة الولايات المتحدة، لإنقاذ إسرائيل من نفسها، وإنهاء عقود من القمع ضد الشعب الفلسطيني، وفتح الطريق أمام مساواة وسلام بين الشعبين".


لكنه حذر في مقاله من أن "المستوطنين المتطرفين" الذين يسيطرون على أجهزة الأمن منذ اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين، سيحاولون "إفشال أي احتمال لتحقيق سلام حقيقي"، مضيفا أن هذه الفئة مستعدة "لارتكاب مذابح جديدة في المسجد الأقصى" للحفاظ على مشروعها القائم على "الحرب الدائمة وإقامة دولة دينية على أنقاض التسوية".

واختتم نيف مقاله في "هآرتس" بالقول: "أردت توجيه هذا التحذير لشخص ما، ولكن لا يوجد أحد".