لم تتأخر
تركيا عن مباشرة دورها في قطاع
غزة بعيدا عن الصخب الذي يمارسه
ترامب ونتنياهو، فتركيا أول الواصلين إلى القطاع بفريق يقف على رأسه السفير غلو أوغلو،
المعين من الخارجية التركية لتنسيق المساعدات الإنسانية التركية وإجراء مشاورات مع
السلطات المحلية بشأن المساعدات التي ترسل عبر مصر والأردن، بما في ذلك عمليات
إجلاء المرضى.
الفريق الذي وصل إلى قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي؛ حث الخطى للبحث في
الاحتياجات العاجلة لقطاع غزة، وتحديد أولويات الإغاثة، والتعاون مع وكالات الأمم
المتحدة العاملة في القطاع.
الحضور الدبلوماسي
تركيا بذلك حاضرة في تفاصل الاتفاق والمشهد المتطور في قطاع غزة على نحو ضيق الخناق على نتنياهو وأزعج قادة الكيان والصحافة العبرية؛ التي رأت في الدور التركي عائقا أمام أجندة الكيان ونتنياهو لاستئناف جرائم الحرب
تركيا بذلك حاضرة في تفاصل الاتفاق والمشهد المتطور في قطاع غزة على نحو
ضيق الخناق على نتنياهو وأزعج قادة الكيان والصحافة العبرية؛ التي رأت في الدور
التركي عائقا أمام أجندة الكيان ونتنياهو لاستئناف جرائم الحرب وشحذ سلاح التجويع
مجددا للضغط على المقاومة والشعب الفلسطيني في القطاع، خصوصا أن تركيا لم تغادر
المشهد الميداني والسياسي الدبلوماسي، إذ أُعلن في أنقرة عن اتصال هاتفي أمس
الخميس؛ جمع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان بنظيره الأمريكي ماركو روبيو لحثه على
اتخاذ الخطوات الممكنة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وحركة
حماس في
قطاع غزة، بحسب مصادر في وزارة الخارجية التركية.
تركيا أحد مهندسي الاتفاق وأقربهم للرئيس الأمريكي ترامب، فهي الطرف الأكثر
انخراطا واشتباكا مع الجانب الأمريكي، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن يتواصل المسؤولون
الأتراك مع الجانب الأمريكي والفلسطيني والمصري والقطري للمضي قدما في الاتفاق
وتثبيت وقف إطلاق النار، على نحو يضيق من هامش المناورة لدى الجانب الإسرائيلي،
واضعا إياه تحت ضغوط لا تقل تأثيرا عن تلك التي يحاول الاحتلال فرضها على المقاومة
الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.
نزع ذرائع الحرب
تفاعل تركيا مع الموقف المتطور في قطاع غزة ظهرا جليّا الخميس بالإعلان عن تشكيل
بعثة تركية للبحث عن جثث القتلى الإسرائيليين، على نحو ينزع ذرائع الاحتلال لإطالة
أمد إغلاق معبر رفح، والتملص من تنفيذ بنود الاتفاق المتعلق بإدخال المساعدات،
والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية لتفعيل الإدارة المحلية الفلسطينية وقوى
الاستقرار التي ستشرف بشكل أساسي على وقف إطلاق النار ومراقبة الانتهاكات وتحديد
المسؤوليات المرتبطة بدور الأطراف الموقعة على الاتفاق.
على المقلب الآخر، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتباره الشخص
الأكثر صرامه وانخراطا في مراقبة الاتفاق والتعليق على يومياته، تارة مهددا وتارة
متوعدا، وتارة مؤكدا على أن الاتفاق سيصمد، وأن المرحلة الثانية بدأت، ليختم ذلك
كله بالقول إنه أعطى نتنياهو الفرصة للقضاء على حماس لكنه فشل، وأن قرار الحرب
بيده في حال لم تلتزم حماس بالاتفاق.
يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتباره الشخص الأكثر صرامه وانخراطا في مراقبة الاتفاق والتعليق على يومياته، تارة مهددا وتارة متوعدا، وتارة مؤكدا على أن الاتفاق سيصمد، وأن المرحلة الثانية بدأت
وهي تصريحات متتابعة نقلتها شبكة سي أن أن الأمريكية
أمس الخميس، معلقا وبطريقة غير مباشرة على مناورات نتنياهو وألاعيبه.
الاتفاق يبدو صامدا رغم المناورات التي يمارسها نتنياهو سواء على الأرض في
قطاع غزة أو في الميدان الإعلامي والسياسي، فيما يبدو أنها معركة انتخابية مبكرة
ومساومات تمتد نحو ابتزاز الولايات المتحدة والدول الوسيطة والضامنة للاتفاق،
لتحسين شروط التفاوض وأوراقه للمرحلة المقبلة، وللمساومة والتفاوض على وقف
المحاكمات والعفو الرئاسي إن امكن، وهو ما دفعه للتمارض للتغيب عن المحاكمات
الأربعاء والخميس، فهو يمارس الابتزاز بكل الاتجاهات ولجملة متضاربة ومتعارضة من
الأهداف والمصالح الشخصية والعامة.
في الختام، فإن المسؤولين
الأمريكان لم يتوقفوا عن التصريح، بمن فيهم قائد المنطقة المركزية الأدميرال براد كوبر
الذي طالب حركة حماس بالتعاون في تنفيذ الاتفاق، في حين اختتم مسؤول أمريكي كبير
لم يفصح عن اسمه لـموقع "أكسيوس" الأمريكي بالقول: "حماس ستعيد
جميع الجثامين، لكن الأمر سيستغرق وقتا. سنواصل العمل على ذلك، لكن لا يمكننا
السماح بانهيار الاتفاق". وهو العنوان الأمريكي العريض للجهد الأمريكي الذي
تظهر تركيا في تفاصيله اليومية على الأرض، إلى جانب مصر وقطر والدول الضامنة
العربية والإسلامية والأوروبية، ما يعني أن الاتفاق اليوم ليس هو ذاته الاتفاق في كانون
الثاني/ يناير الماضي الذي خلا من الضمانات والآليات.
x.com/hma36