كشف وزير الخارجية
الألماني يوهان فاديفول، الاثنين، أن دولًا عربية وإقليمية، من بينها قطر ومصر وتركيا،
تبذل جهودًا مكثفة للضغط على حركة
حماس من أجل التخلي عن سلاحها، في إطار المساعي الرامية
إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لمفاوضات سلام طويلة الأمد مع إسرائيل.
وقال فاديفول في حديث
لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية إن "العديد من الدول العربية لا
ترغب في استمرار نشاط حماس المسلح، وتسعى إلى نزع سلاحها كخطوة أساسية نحو الاستقرار"،
مضيفا أن هذا التنسيق الإقليمي يخلق "سيناريو ضغط فعال" لن ينجح من دون تعاون
جماعي من الأطراف المؤثرة في المنطقة.
وأكد الوزير الألماني
أن التقدم المحرز في ملف وقف الحرب لا يعني أن الطريق أصبح ممهدًا للتسوية النهائية،
مشيرًا إلى أن أي حل سياسي مستدام يجب أن يتضمن آلية واضحة لنزع السلاح من الحركة وضمان
عدم عودة المواجهات في القطاع.
وفي سياق متصل، أوضح
رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريحات لصحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مسألة نزع سلاح حماس لم تطرح بشكل مباشر في
المفاوضات الأخيرة، مبينًا أن الأطراف المعنية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي، لم
تكن مستعدة بعد لمناقشة هذه النقطة.
وأشار آل ثاني إلى
أن حماس أبدت استعدادها للنقاش حول طبيعة علاقتها بالاحتلال الإسرائيلي بشكل لا يشكل
تهديدًا أمنيًا لها، موضحًا أن هذا التحول في الموقف يعكس رغبة في التوصل إلى تفاهمات
جديدة حول مستقبل الحكم في غزة، وأضاف أن من بين القضايا العالقة تحديد الجهة التي
ستتسلم سلاح الحركة، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو قوة إقليمية أو دولية.
وفي هذا الإطار، يجري
بحث تشكيل قوة دولية للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية في القطاع، ضمن خطوات ما
بعد الحرب التي تشكل محورًا رئيسيًا للنقاش في قمة شرم الشيخ للسلام التي تعقد اليوم
بمشاركة أكثر من عشرين دولة، يتقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتركز القمة، التي
تعقد بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، على تثبيت
الهدنة وإطلاق مرحلة سياسية جديدة تشمل تبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة، في حين يرى
مراقبون أن نجاح الجهود العربية والدولية في إقناع حماس بنزع سلاحها سيكون خطوة مفصلية
نحو إنهاء الصراع الممتد منذ عقود.