في الذكرى السنوية
الثانية لاندلاع عملية طوفان الأقصى، وما تبعها من إبادة جماعية لسكان قطاع
غزة،
يستحضر الاسرائيليون ما كشفه هذا الحدثان التاريخيان من فشل عميق في عدم حماية أمن
دولة
الاحتلال، بسبب إخفاق أجهزتها الاستخبارية، وعدم جاهزيتها، مع العلم أن
خلف هذه الإخفاقات والثغرات الكارثية تكمن مؤشرات الإهمال والغطرسة وفقدان المسؤولية
السياسية.
دان أركين المحرر في
مجلة
يسرائيل ديفينس، وصف "حرب السابع من أكتوبر 2023 بأنها فشل مغلف
بالإنجازات، وإنجازات مغلفة بالفشل"، وعلى غرار حرب أكتوبر 1973 قبل 52 عاما،
تمثل هذه الحرب التي استمرت عامين مزيجا من الإخفاقات والنجاحات، فكل ما حدث في
أمن الدولة والجيش حتى السابع من أكتوبر 2023 الساعة 06:29 صباحا هو إغفال كبير،
وفشل فادح، يجب التحقيق فيه على أكمل وجه".
وأضاف في مقال ترجمته
"عربي21" أنه "من الثامن من أكتوبر فصاعدا، وحتى السابع من أكتوبر
2025، شهدت الحرب جملة من النجاحات والتحديات، على أمل أن تنضج في الأيام القادمة
بفضل جهود الرئيس دونالد ترامب، وصولا لعودة الرهائن، ونهاية الحرب في غزة، لأنه
إذا حدث هذا بالفعل، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة التالية من إعادة بناء
الجيش: جيش إسرائيلي جديد".
وأوضح أنه "في
الحرب التي اندلعت في مثل هذه الأيام قبل عامين، انتهكت مبادئ مقدسة في تاريخ
الجيش، واهمها واجبه في حماية الاسرائيليين، لأنه في ذلك الصباح المرير والمتسرع،
لم يحمِ سكان مستوطنات غلاف غزة المحاصرة والمستوطنات المجاورة، ومن هنا جاءت
الكلمات القاسية منهم ضد الجيش والدولة".
وأكد أنه "في حرب
السابع من أكتوبر، انتهكت ثلاثة مبادئ رئيسية من مفهوم الأمن القومي الذي حدده
ديفيد بن غوريون، وهي: الردع، والإنذار، والحسم، فالردع لم يتحقق أولا، لأن العدو،
حماس، لم يرَدِع، بل على العكس قرر الهجوم والتسلل إلى أراضي الدولة، أما ثانيا
فلم يكن هناك إنذار، لأن أجهزة المخابرات لم تقدم تحذيرا ومعلومات مسبقة، وحقيقة
أننا فوجئنا في ذلك الصباح لأننا لم نكن مستعدين".
وأضاف أن "المبدأ
الثالث الخاص بالحسم فلم يتحقق، بدليل استمرار الحرب؛ صحيح أن حماس متضررة بشدة،
لكنها تواصل القتال، ولم تستسلم، ولم ترفع راية بيضاء، وحتى لو وجدت تسويات هذه
الأيام، ففي ملخص مؤقت للحرب، لم يتحقق حسم شامل ونصر كامل".
وأشار إلى أن
"هذه الحرب استمرت عامين بين جيش كبير ومجهز جيدا ومنظمة مسلحة، ولم تكن
معركة دبابات يتفوق فيها الجيش، بل إن مقاتلي حماس عدو خفي حفروا لأنفسهم مدنا من
الأنفاق، وخرجوا من تحت الأرض لإطلاق النار، واختبأوا خلف باب، أو جدار، وتجرأوا
على إلقاء عبوة ناسفة على برج دبابة".
وأوضح أنه "منذ
عامين، يتابع مشاهدو التلفزيون المقاطع التي يقرها المتحدث باسم الجيش للإعلان عن
الحرب في قطاع غزة: مرارا وتكرارا، يفسح سلاح الجرافات الطريق، ويتقدم الجنود في
رتل بأسلحتهم، ويصعدون الدرج إلى الطابق الثاني، ويتفقدون غرفة على اليمين وأخرى
على اليسار، ويطلقون النار من نافذة على هدف مخفي، لكن لا يبدو الأمر كما لو أن
سرايا الدبابات تتسابق بحماس شديد، بل دبابات ميركافا تبحث عن قناص للقضاء عليها".
وأشار أن "حرب
السابع من أكتوبر كانت كارثة، وفي ذكراها السنوية الثانية، يجب الاعتراف بذلك،
وحين تنتهي الحرب قريبا يجب تعلم الدروس، حيث يبرز درس واحد مرارا وتكرارا ومفاده
بأن جيش الاحتلال يعرف رسميا بأنه جيش الدفاع الإسرائيلي، لكنه فشل في الدفاع مرات
عديدة، ولذلك على الجندي منذ يومه الأول في التدريب الأساسي أن يتعلم حراسة
قاعدته، والقيام بمهام التأهب، ودوريات ليلية لساعات حول منشأة أو على طول الحدود،
وتزويد أنظمة الدفاع والمراقبة الإلكترونية بقدميه وأسلحته".