قال الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي، آفي شيلون، إن "إسرائيل" أهدرت فرصة سياسية مهمة بعد إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أن حركة "حماس" لن تكون شريكا في السلطة وأن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح وتعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.
وأوضح في مقاله على صحيفة "يديعوت" أن المجتمع الدولي ربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بإصلاحات في السلطة وضمان المطالب الأمنية الإسرائيلية، معتبرا أن هذه التطورات تشكل "انتصارا مطلقا" كان ينبغي استثماره عبر المفاوضات.
وتابع في مقاله: "(...) بعد عامين، أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي أبدًا - فصلٌ مهمٌّ من توقعاتي المتفائلة بات أمام أعيننا: حماس مُنِيَت بهزيمةٍ نكراء وأعلنت أنها ستتخلى عن السلطة في
غزة. رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، خاطب العالم أجمع، وتعهّد بأن حماس لن تكون شريكًا في السلطة، وأن فلسطين ستكون بلا جيش، وستعيش إلى جانب إسرائيل بسلام، وأدان السابع من أكتوبر، وطالب بإعادة الرهائن".
وفي إشارة إلى الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، قال "في الواقع، ما حدث الأسبوع الماضي على الساحة الدبلوماسية هو النصر المطلق. كنتُ أتوقع ذلك، لأن التاريخ يُثبت أن المصالحة في كثير من الحالات تتحقق بعد هزيمة نكراء للطرفين. على سبيل المثال، مهدت حرب يوم الغفران الطريق للسلام مع مصر".
وأضاف: "كان من الممكن أن يُحدث الأسبوع الماضي نقلة نوعية. لكن ذلك يتطلب قيادة شجاعة من كلا الجانبين، كما كان الحال مع بيغن والسادات. للأسف، ترفض القيادة الإسرائيلية - من جميع الأطياف، وليس نتنياهو فقط - التحدث إلينا بصراحة، واعتبار خطاب أبو مازن فرصةً ممتازةً للمفاوضات".
وفي استغرابه من تعنت نتنياهو، تابع: "في النهاية، حماس مُستبعدة من السلطة، ومُدانة علنًا من قبل الرئيس الفلسطيني. علاوة على ذلك، تهدف الخطة إلى تشكيل حكومة فلسطينية في غزة بدعم من الدول العربية، وتكون مُلزمة بجمع الأسلحة المتبقية في أيدي حماس. لماذا يُعدّ هذا الاقتراح مكافأةً وليس عقابًا لحماس؟ لا توجد إجابة شافية على هذا السؤال. واجه ترامب صعوبةً في الإجابة، باستثناء قوله إننا نريد الرهائن. لكن هذا واضح. قبل أي مفاوضات، يجب أن نقبل الرهائن. هذا لا يتعارض مع خطة المصالحة.
لكن لاستقبال الرهائن، يجب إنهاء الحرب، وإذا لم يكن نتنياهو مستعدًا لإنهائها حتى نقضي على كل من لا يزال مختبئًا في غزة، فلن تنتهي الحرب. وهذا أمر غبي ومحزن".