قال مراسلو صحيفة “
هآرتس” الإسرائيلية نوا شبيجل، جوناثان ليز، وجاك خوري إن أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها زعيم
القائمة العربية الموحدة
منصور عباس، اتهمت رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة بطرق "غير شرعية"، وذلك عقب تعهده يوم الأحد الماضي بحظر جماعة
الإخوان المسلمين في الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ما أفاد به الصحفيون الثلاثة في تقريرهم، فإن نتنياهو أعلن أنه ينوي "استكمال عملية" حظر جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة رأت فيها المعارضة استهدافا مباشرا لحزب القائمة العربية الموحدة، الذراع السياسية للفرع الجنوبي للحركة الإسلامية.
وأشار تقرير هآرتس إلى أن هذا الإعلان يأتي ضمن تحرك أوسع يقوده الليكود وأحزاب يمينية أخرى لتقييد قدرة الأحزاب العربية على الترشح للكنيست، وهو ما قد يمنح اليمين أفضلية كبيرة في تشكيل الحكومة المقبلة إذا نجح هذا المسار.
ونقل الصحفيون عن منصور عباس قوله في افتتاح اجتماع حزبه في الكنيست إن نتنياهو "يحاول سرقة الانتخابات"، مضيفا أن استهداف حق المواطنين العرب في التصويت "غير مشروع". ووفق ما جاء في تقرير هآرتس، أكد عباس أن نتنياهو يعلم أن القائمة العربية الموحدة "ستحصل على الأغلبية القادرة على استبدال حكومة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير"، معتبرا أن الخطوة "انتهاك خطير للنظام الديمقراطي".
وأضاف عباس، وفق ما وثقته الصحيفة، أن نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وبن غفير "يشكلون خطرا على الحكم السليم". ودعا المعارضة إلى إظهار "الشجاعة والتصميم" في مواجهة خطوات نتنياهو التي "تقوض الديمقراطية وتغير نتائج الانتخابات بصورة غير قانونية".
ونقل مراسلو هآرتس عنه قوله: "في نهاية المطاف، سوف نعاني جميعا من بقاء نتنياهو في السلطة… وعلى المعارضة الدفاع عن حق مواطني إسرائيل في انتخابات نزيهة وغير مزورة".
ووفق التقرير ذاته، ذكر زعيم المعارضة يائير لابيد بأن نتنياهو نفسه حاول في السابق تشكيل حكومة مع القائمة العربية الموحدة، قائلا في اجتماع حزبه "هناك مستقبل": "توجه نتنياهو إلى عباس وحاول تشكيل ائتلاف معه". وأضاف: "قلت دائما إنهم سيحاولون الانتقام من نزاهة الانتخابات واستبعاد أحزاب للفوز بشكل غير نزيه".
وبحسب صحيفة هآرتس، أشاد نتنياهو خلال إعلانه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، ووصف الحركة بأنها "تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه".
وأشار التقرير إلى أن تل أبيب كانت قد حظرت الفرع الشمالي للحركة الإسلامية عام 2015 بسبب مواقفه المتشددة ورفضه المشاركة السياسية، بينما لا يزال الفرع الجنوبي قانونيا ويعمل كإطار تنظيمي للقائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس.
كما نقلت هآرتس تصريحات زعيم الحزب الديمقراطي يائير غولان، الذي قال إن محاولات نتنياهو "شفافة"، معتبرا أن الحكومة "تبذل قصارى جهدها لتعطيل العملية الديمقراطية". وأضاف: "نتنياهو يعلم أنه لا يستطيع الفوز، ولذلك يعمل نحو انتخابات غير نزيهة… ولن نسمح له بذلك".
ووفق التقرير، قال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) أيمن عودة إن المشكلة لا تكمن في نتنياهو وحده، بل في قادة المعارضة أيضا الذين "يمكنون نتنياهو من نزع الشرعية عن السكان العرب". ودعا عودة منصور عباس إلى توحيد قائمته مع حزبه وتشكيل قائمة عربية مشتركة يمكنها – بحسب تقديره – الحصول على "15 إلى 17 مقعدا"، وهو ما "سيعيد نتنياهو إلى بيته".
وأوضح مراسلو هآرتس أن هذه الدعوة تأتي في سياق إعادة نتنياهو لخطاب التحريض السابق تجاه المواطنين العرب، مستشهدين بحادثة عام 2015 عندما نشر مقطع فيديو قال فيه إن "الناخبين العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة" وإن "منظمات يسارية تنقلهم بالحافلات".
وذكر الصحفيون أن المدعي العام يهودا وينشتاين قرر بعد ثمانية أشهر من الانتخابات أن فيديو نتنياهو "لا يشكل تحريضا عنصريا" ولا يستوجب توجيه اتهامات جنائية.