يعيش النجم المصري
محمد صلاح مرحلة متناقضة في مسيرته الكروية، إذ يقود منتخب بلاده للتأهل إلى كأس العالم 2026 بفضل تألقه اللافت في التصفيات، بينما يواجه في المقابل انتقادات قاسية في إنجلترا بسبب تراجع مستواه مع
ليفربول، ما جعله محور جدل واسع بين إشادة وطنية وتشكيك أوروبي في أدائه ومستقبله الكروي.
ضمن المنتخب المصري تأهله رسميا إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه على جيبوتي بثلاثية نظيفة، الأربعاء، ليضمن صدارة المجموعة الأولى في التصفيات الأفريقية.
وأقيمت المباراة في الدار البيضاء، حيث سجل إبراهيم عادل الهدف الأول، بينما أحرز محمد صلاح هدفين، ليكرر النجم المصري دوره الحاسم في تأهل منتخب بلاده، كما فعل في مثل هذا اليوم من عام 2017 عندما قاد "الفراعنة" إلى مونديال روسيا 2018 بثنائية في شباك الكونغو الديمقراطية.
ويتصدر صلاح حاليا ترتيب هدافي التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026 برصيد تسعة أهداف، لتصبح مصر رابع المنتخبات العربية المتأهلة إلى البطولة بعد الأردن والمغرب وتونس.
تقليد أسلوب ميسي
في المقابل، شن عدد من نجوم الدوري الإنجليزي هجوما حادا على محمد صلاح بسبب تراجع مستواه مع ليفربول، وحمّله بعضهم مسؤولية تدهور نتائج الفريق، فيما ذهب أحد النقاد إلى القول إن اللاعب المصري بات يقلد أسلوب ليونيل ميسي في الأدوار الدفاعية.
وانضم بول سكولز، أسطورة مانشستر يونايتد، إلى قائمة المنتقدين، وصرّح بأن مستوى صلاح "أسوأ ما رآه" في ظل معاناة فريق "الريدز"، مشيرا إلى أن الجناح المصري يتخذ "قرارات خاطئة في مواقف حاسمة"، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "ميرور" البريطانية: "حتى في أفضل حالاته، يرتكب أخطاء مثل فقدان السيطرة على الكرة أو ارتدادها من قدميه وركبته".
وتعرض العديد من لاعبي ليفربول لانتقادات خلال الأسابيع الأخيرة، لكن صلاح نال النصيب الأكبر منها. فقد ابتعد النجم المصري عن مستواه المعهود هذا الموسم، متزامنا مع سلسلة النتائج السلبية للفريق الذي تلقى ثلاث هزائم متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وسجل صلاح ثلاثة أهداف فقط في عشر مباريات هذا الموسم، اثنان منها في الدوري وهدف واحد في دوري أبطال أوروبا، وهو تراجع كبير عن الموسم الماضي الذي حقق خلاله 53 مساهمة تهديفية.
وقال غاري لينيكر، أسطورة إنجلترا، إن رحيل الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد أثّر سلبا على أداء ليفربول وصلاح على وجه الخصوص، موضحا أن "صلاح يفتقد التفاهم الذي كان يجمعه بأرنولد على الجهة اليمنى".
أما توني كاسكارينو، فقال في تصريحات عبر إذاعة "توك سبورت" إن "ليفربول يفتقد إلى صلاح وماك أليستر، فهما عنصران حيويان في أسلوب لعب الفريق".
وذكرت صحيفة "تركيا توداي" نقلاً عن موقع "جول" العالمي أن محادثات قد جرت بين نادي غلطة سراي التركي وممثلي محمد صلاح، تمهيدا لاحتمال انتقاله إلى النادي في صيف 2025.
وأوضح التقرير أن صلاح أبدى إعجابه بمستوى غلطة سراي في البطولات الأوروبية والأجواء داخل ملعب "رامس بارك"، الذي لعب فيه مؤخرا عندما خسر ليفربول أمام الفريق التركي بهدف دون رد سجله النيجيري فيكتور أوسيمين في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا.
وأشار التقرير إلى أن المفاوضات بين الطرفين كانت "إيجابية للغاية"، وأن غلطة سراي يسعى للتعاقد مع الدولي المصري خلال سوق الانتقالات الشتوية لعام 2025. وتبلغ القيمة السوقية لصلاح 50 مليون يورو، بينما يمتد عقده مع ليفربول حتى عام 2027 بعد تجديده نهاية الموسم الماضي.
ويعاني النجم المصري، البالغ من العمر 33 عاما، من تراجع في الأداء خلال الموسم الحالي، وتعرض لانتقادات حادة في إنجلترا، خاصة لاتهامه بعدم القيام بالأدوار الدفاعية المطلوبة منه، رغم قيادته منتخب بلاده مؤخرا للتأهل إلى كأس العالم 2026 بعد فوزه على جيبوتي بثلاثة أهداف نظيفة.