كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" أن حكومة بنيامين نتنياهو تعتزم الإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد في ثلاث مواقع إستراتيجية داخل قطاع
غزة وحوله، حتى بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والانسحاب التدريجي للجيش، بموجب خطة ترامب.
وذكرت أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بتفاصيل خطة تتضمن بقاء الجيش في منطقة عازلة داخل حدود القطاع (لم تُحدد عمقها أو مساحتها)، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومنطقة تلة الـ70 المعروفة محليًا بـ"
تلة المنطار"، الواقعة شرق حي الشجاعية في مدينة غزة والتي تُعد موقعًا إستراتيجيًا يمنح سيطرة نارية وبصرية على مساحات واسعة من شمال القطاع بما فيها مدينة غزة ومخيم جباليا.
وزعمت الهيئة أن هذه النقاط الثلاث "تُعتبر حيوية لإسرائيل لأنها تمنحها تفوقًا ميدانيًا وقدرة على المراقبة والسيطرة"، مشيرة إلى أن واشنطن تتفهم الحاجة الإسرائيلية للبقاء فيها حتى بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب.
وتاليا تفاصيل عن المواقع الثلاثة التي يخطط الاحتلال للبقاء فيها:
تلة المنطار
تقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فوق أرض سهلية تمتد على نحو كيلومترين ونصف تقريباً، وترتفع نحو تسعين متراً عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، لتحتل المرتبة الأولى من حيث الارتفاع بين التلال القليلة في قطاع غزة، وتتميز بموقعها التاريخي والاستراتيجي، حيث تنسج روايات عدة حول تسميتها وتاريخها العريق.
قبل الحرب على قطاع غزة، كانت فصائل المقاومة تتخذ من التلة منطلقا لعمليات رصد ومراقبة تحركات قوات
الاحتلال في مناطق شرق وشمال حي الشجاعية، كونها تشرف على عمق كبير داخل الحدود الزائلة شرقا.
محور فيلادلفيا (صلاح الدين)
محور صلاح الدين أو "محور فيلادلفيا"، هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد من البحر المتوسط غربا، حتى معبر كرم أبو سالم على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، بطول 14 كم على طول الحدود مع مصر، ولكن لا يتجاوز عرضه بضعة مئات من المترات.
ويسيطر جيش الاحتلال على "محور فيلادلفيا" منذ آيار/ مايو 2024، حين بدأ عملية في رفح الفلسطينية، انتهت باحتلالها بالكامل وهدم معظم مبانيها وأحيائها السكنية.
ويعتبر "محور فيلادلفيا" أحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة، حيث يتمسك نتنياهو ببقاء الجيش الإسرائيلي فيه، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.
المنطقة العازلة
هي المنطقة المحاذية للخط العازل على طول محيط قطاع غزة من جهة الشمال والشرق، وهي مناطق زراعية ضيقة لا يسمح الاحتلال عادة بأي نشاط فيها. ولا يعرف حتى الآن عمق تلك المناطق التي يخطط الاحتلال لقضمها من المساحة الكلية لقطاع غزة، والبالغة 360 كيلومترا، لكنها قد تمتد بين مئات الأمتار إلى عمق نحو كيلو ونصف، وذلك استنادا إلى اشتراطات إسرائيلية سابقة قدمت في مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار قبل أشهر قليلة.