دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت،
روسيا وأوكرانيا إلى إظهار "الإرادة السياسية" الكفيلة بالحفاظ على سلامة محيط محطة
زاباروجيا للطاقة
النووية، في ظل تزايد الهجمات العسكرية المتبادلة بالطائرات المسيرة بين الجانبين، وتحذيرات دولية من مخاطر كارثة نووية جديدة.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل
غروسي، في بيان، إن على موسكو وكييف إبداء الإرادة السياسية الضرورية لضمان أمن المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا، والسماح بإعادة توصيل خط الكهرباء الخارجي بالمنشأة، مشدداً على أن المسألة "تتعلق بالإرادة السياسية وليس بالإمكانات الفنية".
وأشار غروسي إلى أنه على تواصل مستمر مع مسؤولي البلدين، داعياً إلى تحسين الوضع الأمني في محيط المحطة بما يتيح للفنيين أداء مهامهم الحيوية "من دون تعريض حياتهم للخطر على خطوط المواجهة".
تعاون محتمل مع واشنطن
وأوضح غروسي أن التيار الكهربائي الخارجي انقطع الأسبوع الماضي عن محطة تشيرنوبيل النووية المتوقفة عن العمل لمدة 16 ساعة، في تذكيرٍ بمخاطر استمرار العمليات العسكرية بالقرب من المنشآت النووية.
وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري حالياً محادثات مع موسكو وكييف حول إعادة الكهرباء إلى محطة زاباروجيا، في حين أعلن مدير المحطة استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة "إذا ما اتخذت القيادة الروسية قراراً بذلك".
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على محطة زاباروجيا – وهي الأكبر في أوروبا وتضم ستة مفاعلات – منذ الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت في شباط/فبراير 2022. ومنذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، انقطعت الكهرباء عن المحطة للمرة العاشرة، فيما يجري تبريد الوقود داخل المفاعلات عبر مولدات ديزل طارئة.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، من أن أوكرانيا "تلعب بالنار" بشنها ضربات قرب المحطة، بينما اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، موسكو بـ"تعمد قطع خطوط الكهرباء" تمهيداً لربط المحطة بالشبكة الروسية.
هجمات بالطائرات المسيّرة
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أوكرانيون إن ضربة روسية بطائرات مسيّرة أصابت، صباح السبت، قطار ركاب في محطة بمنطقة سومي شمال البلاد، ما أسفر عن إصابة العشرات.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تيليغرام": "ضربة وحشية روسية بطائرات مسيرة استهدفت محطة القطارات في شوستكا بمنطقة سومي"، ونشر مقطع فيديو يُظهر عربات قطار محترقة ومتهشمة.
وأضاف أن "العشرات من الركاب وعمال السكك الحديدية أصيبوا"، بينما أوضح حاكم منطقة سومي، أوليه هريهوروف، أن القطار كان متجهاً من شوستكا إلى العاصمة كييف، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ والمسعفين هرعوا إلى موقع الهجوم.
وقالت رئيسة إدارة المنطقة المحلية، أوكسانا تاراسيوك، للإذاعة الأوكرانية إن نحو 30 شخصاً أُصيبوا في الهجوم، دون ورود تقارير عن قتلى حتى الآن.
في المقابل، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو أن دفاعاتها الجوية أسقطت 117 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية عدة وفوق البحر الأسود خلال الليل.
تصعيد جديد
وفي تطور آخر، أعلن حاكم مقاطعة زاباروجيا أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا، وتضررت البنية التحتية المدنية، جراء هجمات روسية على 17 منطقة سكنية. كما أفاد رئيس الإدارة العسكرية لمدينة تشيرنيهيف باندلاع حرائق عقب هجوم بطائرات مسيّرة روسية.
ويأتي هذا التصعيد بينما تكثف روسيا ضرباتها على قطاع الطاقة الأوكراني مع اقتراب فصل الشتاء الرابع للحرب، ما تسبب في انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي في عدد من المناطق.
وتشن روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى أي تكتلات أو كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلاً في شؤونها الداخلية ومسّاً بسيادتها الوطنية.