سياسة دولية

تايوان تتحدى واشنطن.. خلاف تجاري جديد حول صناعة أشباه الموصلات

تايوان رفضت طلب واشنطن بتقاسم تصنيع أشباه الموصلات بـ 50 بالمئة - جيتي
رفضت تايبيه الأربعاء طلب واشنطن أن يتم في الولايات المتّحدة تصنيع 50 بالمئة من أشباه الموصلات المنتجة في تايوان، في خطوة تريد من خلالها إدارة الرئيس دونالد ترامب تقليل اعتمادها على الجزيرة في هذا القطاع الاستراتيجي.

وقالت نائبة رئيسة وزراء تايوان تشينغ لي-تشيون "أريد أن أوضح أن هذه الفكرة تأتي من الولايات المتّحدة، وفريقنا التفاوضي لم يلتزم قط تقاسم إنتاج أشباه الموصلات بنسبة 50-50، مضيفة أن تايوان "لن تقبل بمثل هكذا شرط".

وأتى تصريح كبيرة المفاوضين التايوانيين بشأن التعرفات الجمركية ردّا على إعلان وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أنّه اقترح على تايوان تقاسم إنتاج الرقائق بنسبة 50-50.

وكان رئيس وزراء تايوان، تشو جونغ-تاي، قد أعلن أن المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة دخلت مراحلها الحاسمة، مؤكداً أن بلاده باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح تشو أن المناقشات الجارية تركز على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات التايوانية، إضافة إلى بحث التعاون في قطاع أشباه الموصلات، حيث دعا وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك تايوان إلى زيادة استثماراتها وإنتاج الرقائق داخل الولايات المتحدة، بحيث يتم تصنيع نصف الطلب الأمريكي محلياً، وهو ما من شأنه إعادة تشكيل صناعة الرقائق العالمية.

ورغم المطالب الأمريكية، أكد الوفد التايواني أن الاجتماعات جرت في أجواء إيجابية، مشيراً إلى أن تايبيه التزمت في وقت سابق بشراء فول الصويا ومنتجات زراعية أميركية بقيمة 10 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، في خطوة ساعدت على تعزيز الثقة بين الجانبين.

كما شهدت تايوان زيارة المبعوث الأمريكي لشؤون التجارة الزراعية، لوك ليندبرغ، في أعلى مستوى من الزيارات الرسمية الأميركية إلى الجزيرة منذ عام 2020، ما يعكس جدية الطرفين في دفع المفاوضات إلى نتائج ملموسة.

وعلى جانب أخر حذر وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، من أن أي تدخل خارجي في قضية تايوان أو دعم توجهات استقلالها سيواجه برد حاسم من بكين، مؤكداً أن الجزيرة "جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية" ولا يمكن استخدامها كورقة ضغط لإخضاع بلاده.

وخلال محادثة عبر الفيديو مع نظيره الأمريكي بيت هيغسيث، شدد دونغ على أن محاولات واشنطن استغلال ملف تايوان لإضعاف الصين مصيرها الفشل، داعياً في الوقت ذاته إلى إقامة علاقة بين الجيشين الصيني والأميركي قائمة على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.