سياسة دولية

ما هي منظومة الليزر القتالية وما الدول التي تمتلكها؟

تبقى روسيا الوحيدة التي تشغّل فعليا منظومات ليزر ضمن قواتها النووية- جيتي
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الدول التي تمتلك حاليًا أنظمة ليزر قتالية، ومدى قدرة هذه المنظومات على استهداف الطائرة المسيرة التي أصبحت من أبرز الأسلحة في ساحات المعارك.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عددًا متزايدًا من الدول بات يستثمر في تطوير أسلحة تعتمد على أشعة الليزر، سعيًا لتعزيز قدراتها في مواجهة التهديدات الحديثة.

وتوضح الصحيفة أن أشعة الليزر أصبح يُنظر إليها على أنها الحل الأمثل لمواجهة التحدي الأحدث في الحروب، وهي أسراب الطائرات المسيّرة، حيث أن التعامل بالأنظمة التقليدية مكلف ومعقد، بينما يمكن لمنظومات الليزر اعتراض عشرات الطائرات المسيّرة بفضل سرعتها العالية في الإطلاق وقصر دورة التشغيل.

الشعاع الحديدي الإسرائيلي
ذكر التقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن نجاحه في استكمال مجهودات امتدت 20 عاما من العمل على تطوير منظومة الليزر القتالية المعروفة بـ"الشعاع الحديدي"، ومن المقرر أن يبدأ تسليم هذا السلاح المتطور إلى القوات المسلحة قبل نهاية العام الحالي.

وأضاف أن "إسرائيل" استخدمت نماذج تجريبية من منظومة "الشعاع الحديدي" في أيار/ مايو الماضي لمواجهة الهجمات التي شنتها إيران باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وحسب الصحيفة، تتمتع هذه المنظومة الدفاعية بالقدرة على اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ وقذائف الهاون على المدى القريب عبر إصابة الأهداف بأشعة الليزر.

ويقوم هذا النظام على كشف الهدف وتعقبه باستخدام الرادارات، ثم توجيه أشعة الليزر من المنظومة المزدوجة ليتم تدمير الهدف خلال فترة قصيرة، عبر اختراقه أو التسبب بانفجاره أو تدميره عبر التأثير الحراري.

وتتمثل خصوصية هذه المنظومة في أن تدمير هدف سميك مثل قذيفة هاون، يتطلب وقتًا أطول بقليل من تدمير طائرة مسيّرة خفيفة.

وتقوم أشعة الليزر بتتبع الهدف على مسافات تصل إلى مئات الأمتار وحتى عدة كيلومترات، وهو ما أصبح ممكنًا بفضل التطور الكبير في مجالات الإلكترونيات والدقة الميكانيكية وتقنية الليزر.

ويُقاس زمن تشغيل هذا النظام بالثواني، ويعتمد على الطاقة الكهربائية، ما يجعل تكلفة تدمير الهدف منخفضة للغاية مقارنة بتكلفة الصواريخ الحديثة المضادة للطائرات.

نموذج أولي في فرنسا
وقالت الصحيفة إن الإدارة العامة للتسليح في فرنسا طلبت من تحالف شركات يضم "إم بي دي إيه" و"سافران" و"تاليس" و"سيلاس" تطوير نموذج أولي لمنظومة الليزر القتالية "سيدرال" لمكافحة الطائرات المسيّرة بحلول سنة 2030.

وصممت هذه المنظومة للاستخدام على سفن البحرية الفرنسية، إلا أن تشغليها الأرضي، سواء بشكل متحرك أو ثابت، سيكون ممكنا من الناحية التقنية.

وتتمثل مهام النظام في اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيّرة على المدى القريب، تمامًا مثل منظومة "الشعاع الحديدي" الإسرائيلية، لتشكيل خط دفاع ذاتي فعال.
منظومة شافران البيلاروسية

أضافت الصحيفة أن شركات تصنيع الأسلحة في بيلاروسيا أظهرت خلال تدريبات "الغرب 2025" قدرة منظومة الليزر القتالية "شافران" على تدمير الطائرات المسيّرة من نوع كوادكوبتر على مسافة تصل إلى كيلومتر.

وتشير مواصفات النظام إلى أن زمن تدمير الهدف لا يتجاوز 10 ثوانٍ، فيما يصل مدى عمل المنظومة إلى 1.5 كيلومتر.

وتمتاز المنظومة بسهولة وضعها على هيكل سيارة مزودة بأنظمة مراقبة بصرية و رادارية بمدى تغطية يصل إلى 4.5 كيلومترات، ومن المنتظر أن تتمكن من التعامل أيضا مع الطائرات التقليدية.

ويشير المطورون في بيلاروسيا إلى أن "شافران" لا تزال في مرحلة الاختبار، مع إمكانية تطوير نسخ تناسب أنواعًا مختلفة من الهياكل، ومواصلة تحسين الجوانب التقنية.

منظومات صينية جديدة
أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الصيني عرض ثلاثة نماذج من منظومات الليزر القتالية خلال العرض العسكري الذي أقيم في بكين مطلع أيلول/ سبتمبر، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتقنيات الطاقة الموجّهة.

تُعد منظومة "إل واي 1" واحدة من النماذج التي يؤكد الصينيون قدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة.

ورجّحت الصحيفة أن المقصود بذلك هو الصواريخ التكتيكية، موضحة أن اعتراض الصواريخ بعيدة المدى ورؤوسها الحربية يحتاج إلى منظومات أشد قوة.

وأوضحت الصحيفة أنه تم عرض نموذجين آخرين يُرجح أنهما مخصصان لاعتراض الطائرات المسيّرة، مؤكدة أن ذلك يعني أن الصين بدأت باستخدام الأسلحة الليزرية في صفوف قواتها المسلحة، وهو ما يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا في نهجها العسكري.

روسيا تواكب التطورات

أوردت الصحيفة أن القوات المسلحة الروسية تسعى أيضًا لمواكبة التطورات في مجال الأسلحة الليزرية.

وقالت الصحيفة إن روسيا تتمتع بأسبقية في هذا المجال، حيث بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي تجارب على استخدام الليزر لاعتراض الصواريخ والأقمار الصناعية في ميدان ساري شاغان.

وحسب الصحيفة، تُعد روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تخدم فيها منظومات الليزر "بيريسفيت" ضمن قوات الردع النووي، وهي على أهبة الاستعداد للعمليات القتالية.

وتهدف هذه المنظومات إلى إسقاط الصواريخ والأقمار الصناعية، وإلى تعطيل عمل الأقمار التجسسية والطائرات المسيّرة من خلال ما يُعرف بـ"التعطيل الوظيفي"، حيث تصبح الأجهزة المستهدفة عاجزة عن أداء مهامها.

وأضافت الصحيفة أن مدى هذه المنظومة يصل إلى 6 كيلومترات، مؤكدة أن وصول النظام إلى مرحلة الاختبارات يشير إلى احتمال البدء قريبًا في الإنتاج التسلسلي.