تدرس
الهند بناء احتياطي استراتيجي من
المعادن النادرة لاستخدامها في حالات الطوارئ والتصنيع الدفاعي، بحسب ما كشفه مسؤول دفاعي لوكالة
بلومبيرغ.
ما اللافت في الأمر؟
جاءت التصريحات الهندية، بعد أيام قليلة على توقيع جارتها النووية، وعدوتها اللدودة باكستان اتفاقا دفاعيا مشتركا مع المملكة العربية السعودية، صاحبة أكبر موازنة دفاعية في منطقة الخليج، وصاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم، قال مراقبون إنه سيضمن تمويلا كبيرا لإسلام أباد التي تعتبر من بين الأفقر في المنطقة، مقابل مظلة نووية للسعودية.
وعبرت الهند عن أملها في أن تراعي السعودية المصالح والحساسيات المتبادلة بين البلدين، وأكدت أنها تدرس تداعيات الاتفاق الباكستاني مع الرياض على نيودلهي.
لماذا المعادن النادرة مهمة؟
تعتبر "العناصر الأرضية النادرة" مهمة بسبب دورها في التقنيات الحديثة، وتصنيع النواقل الفائقة، وبطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الضوئية لا سيما الليزر، والصناعات الدفاعية والطبية الدقيقة، إلى جانب المفاعلات النووية.
وعلمية استخراج العناصر الأرضية معقدة ومكلفة، بدءا من التعدين واستخراج هذه العناصر بشكلها الخام من الأرض، ومن ثم تكسيرها وطحنها إلى جزئيات دقيقة، ومن ثم فصلها عن باقي العناصر الأخرى واستخلاصها كيميائيا قبل تحويلها إلى معادن نقية.
مؤخرا
قالت وكالة رويترز إن الهند تعمل بهدوء على الاستفادة من العناصر الأرضية النادرة في ميانمار لتنويع سلاسل الإمداد بعيدا عن
الصين، في خطوة تتضمن تعاونا غير معتاد مع جماعة مسلحة تعرف باسم (جيش استقلال كاشين).
وفرضت بكين هذا العام قيودا صارمة على تصدير العناصر الأرضية النادرة إلى الاقتصادات الكبرى مثل الهند.
أوكرانيا تمنحها لواشنطن
وفي نيسان/ أبريل الماضي، وقعت أوكرانيا والولايات المتحدة الاتفاق الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يمنح الولايات المتحدة الأفضلية في الاستفادة من مشاريع المعادن الأوكرانية الجديدة مقابل الاستثمار.
وبحسب بيانات أوكرانيا الخاصة، فإن البلاد تمتلك رواسب من 22 من المعادن الـ34 التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها بالغة الأهمية، بما في ذلك المعادن النادرة مثل اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم والإربيوم والإتريوم.
وقبل اندلاع الحرب مع روسيا، كانت أوكرانيا موردا رئيسيّا للتيتانيوم، حيث أنتجت حوالي 7 بالمئة من الإنتاج العالمي في عام 2019، وفقا لبحث أجرته المفوضية الأوروبية.
وأكدت أوكرانيا أنها تمتلك 500 ألف طن من احتياطيات الليثيوم، وخُمس الجرافيت في العالم، وهو مكون أساسي لمحطات الطاقة النووية.
ومع سيطرة روسيا على نحو خمس أراضي أوكرانيا، فقدت أوكرانيا الكثير من هذه الاحتياطيات، ووفقا لتقديرات مراكز الأبحاث الأوكرانية.
ورقة ثمينة
من جانبها، أعلنت روسيا عن امتلاكها احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، أكبر من تلك التي تملكها أوكرانيا، وأنها منفتحة على الاستثمار فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء الإعلان الروسي خلال المفاوضات الأمريكية الأوكرانية التي انتهت بتوقيع اتفاق تقدم فيه أوكرانيا معادنها النادرة "ضمانا" في مقابل المساعدات التي توفرها لها واشنطن.
وبعض هذه المعادن النادرة، تقع في أراض أوكرانية بالأصل، ووصفها بوتين بأنها "أراضينا التاريخية الجديدة التي أعيدت إلى روسيا".
أبرز العناصر الأرضية النادرة
والصناعات التي تدخل فيها:
السكانديوم (Sc)
سبائك الألمنيوم خفيفة الوزن لصناعة
الطيران، ومصابيح الهاليد، ومصابيح بخار الزئبق، وعنصر تتبع مشع في مصافي النفط.
الإيتريوم (Y)
يستخدم في الإلكترونيات الضوئية لا
سيما ليزر YAG،
وفي شاشات التلفزيون، ومصابيح الإضاءة الفعالة، وشمعات الإشعال، وعلاجات السرطان، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات.
اللانثانوم (La)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار، وتخزين
الهيدروجين، وأقطاب البطاريات، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات، ومحفزات التكسير في
مصافي النفط.
السيريوم (Ce)
عامل مؤكسد كيميائي، ومسحوق تلميع، ويدخل
في صناعة الطلاء المقاوم للماء لعنفات التوربينات.
البراسيوديميوم (Pr)
المغناطيسات النادرة، والليزر، ومادة
أساسية في إضاءة القوس الكربوني، وتلوين الزجاج، ونظارات اللحام، ومضخمات الألياف
البصرية.
النيوديميوم (Nd)
المغناطيسات النادرة، ومحركات السيارات
الكهربائية.
البروميثيوم (Pm)
البطاريات النووية، والطلاء المضيء.
الساماريوم (Sm)
امتصاص النيوترونات، وقضبان التحكم في
المفاعلات النووية.
اليوروبيوم (Eu)
يدخل في صناعة مصابيح بخار الزئبق، ومصابيح
الفلورسنت، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
الغادولينيوم (Gd)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار،
ليزر، وأنابيب الأشعة السينية، وعامل تباين في التصوير بالرنين المغناطيسي، وسبائك
الفولاذ والكروم، والتبريد المغناطيسي، والموصلات الفائقة.
التيربيوم (Tb)
يدخل في صناعة مصابيح فلورسنت، والسبائك
المغناطيسية الانضغاطية، وأنظمة السونار البحرية، ومثبت لخلايا الوقود.
الديسبروسيوم (Dy)
يضاف إلى مغناطيس النيوديميوم، والليزر،
والسبائك المغناطيسية الانضغاطية، والأقراص الصلبة.
الهولميوم (Ho)
يدخل في صناعة الليزر، ومعايرة الطول
الموجي في المطياف البصري، والمغناطيسات.
الإربيوم (Er)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت
الحمراء، وفولاذ الفاناديوم، وتقنية الألياف البصرية.
الثوليوم (Tm)
يدخل في صناعة أجهزة الأشعة السينية
المحمولة، ومصابيح الهاليد المعدني.
الإتربيوم (Yb)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت
الحمراء، وعامل اختزال كيميائي، وشعلات التمويه، والفولاذ المقاوم للصدأ، وأجهزة
قياس الإجهاد، والطب النووي، ومراقبة الزلازل.
اللوتيتيوم (Lu)
يدخل في صناعة كاشفات التصوير المقطعي البوزيتروني
(PET)،
والزجاج عالي معامل الانكسار، والمواد المضيئة للفوسفور، ومصابيح LED.
التيتانيوم (Ti)
يدخل في صناعة الطيران والفضاء، والأطراف
الصناعية، والطلاء المقاوم للتآكل، والمعدات الطبية، وهياكل السفن، ومحطات الطاقة،
ومحركات الطائرات.
الليثيوم (Li)
يدخل في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وتخزين
الطاقة، وصناعة الزجاج والسيراميك، والأدوية، وصناعة الطيران.
الغرافيت (C)
يدخل في صناعة البطاريات، والأقطاب
الكهربائية، وصناعة الفولاذ، ومواد التشحيم، والمحركات الكهربائية، والطلاءات
المقاومة للحرارة.
اليورانيوم (U)
يدخل في صناعة الوقود النووي، وتوليد
الطاقة الكهربائية، والأسلحة النووية، والدروع الواقية، والمحركات النووية في
الغواصات والسفن.
البيريليوم (Be)
يدخل في صناعة الطيران، والأقمار
الصناعية، والمفاعلات النووية، والأشعة السينية، وصناعة السبائك المعدنية، والإلكترونيات،
وتقنيات الفضاء.
الاحتياطي العالمي
ويقدر إجمالي احتياطيات المعادن النادرة في العالم بنحو 90 مليون طن متري، تقع معظمها داخل الصين، حيث تقدر الاحتياطيات الصينية من المعادن النادرة بنحو 44 مليون طن متري من مكافئ أكسيد المعادن النادرة (REO) في العام 2024، تليها البرازيل باحتياطيات بلغت 21 مليون طن متري.
وخلال العام 2024 بلغ إنتاج المناجم الصينية من المعادن النادرة نحو 270 ألف طن متري، تركزت في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، مثل مقاطعتي جيانغشي وفوجيان، وأجزاء أخرى من البلاد مثل منغوليا الداخلية وسيتشوان.
وتعد الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة حيث استخرجت حوالي 43 ألف طن متري من مركزات المعادن الأرضية النادرة في العام 2023، بالإضافة إلى 250 طنًا متريًا من مركبات ومعادن الأرض النادرة.
ولدى الولايات المتحدة الأمريكية منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة في ولاية كاليفورنيا، ومع ذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا، وتستخرج حوالي 12 بالمئة من المعروض العالمي، وهي تعمل على تطوير مناجم أخرى وتموّل مشاريع في عدة دول من بينها أستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا.
لكن جزءا كبيرا من الإنتاج الأمريكي ينتهي به الأمر في الصين ليتم تكريره هناك.