دعا رئيس الوزراء البريطاني
كير ستارمر، أعضاء
حزب العمال إلى الحفاظ على التفاؤل، مدافعا عن بريطانيا متعددة الثقافات، وذلك في خطاب أمام المؤتمر السنوي لحزبه سعى فيه إلى الحد من الشكوك بشأن قيادته.
وقال ستارمر، الذي يحاول جاهدا التصدي للدعم المتزايد لحزب الإصلاح اليميني المتشدد، أمام المؤتمر في ليفربول: إنه "سيُقاتل بكل ما أوتي من قوة من أجل بريطانيا المتسامحة والمحترمة التي أعرفها".
وأكد أن المملكة المتحدة "تقف عند مفترق" بين التجديد الذي يقدمه حزب العمال، الذي تولى السلطة في تموز/ يوليو من العام الماضي، والتظلم” الذي يقدمه حزب الإصلاح اليميني المتشدد المناهض للهجرة بزعامة
نايجل فاراج، معتبرا ذلك "معركة من أجل روح البلاد".
وقال إن: " فاراج لا يُحب بريطانيا ولا يؤمن بها، ويريد أن نشكك فيها بقدر ما يُريد"، متهما زعيم حزب الإصلاح بالسعي إلى تحويل هذا البلد الفخور المُعتمد على نفسه، إلى مُنافسة بين الضحايا.
وهاجم سترامر حزب الإصلاح على وقع تصفيق حار من أعضاء الحزب، ساعيا في الوقت نفسه إلى رسم رؤية أكثر تفاؤلا بالمستقبل، قائلا: "إذا قلتم أو لمحتم إلى أن الناس لا يمكن أن يكونوا إنكليزا أو بريطانيين بسبب لون بشرتهم تكونون أعداء للتجديد الوطني".
من جانبه، حذّر وزير العمل والمعاشات، بات مكفادين، من التهديد الحقيقي الذي يمثله حزب الإصلاح، قائلاً إنّ المواجهة المقبلة ستكون بين "فرص جديدة" و "سياسات التذمّر"، مؤكداً وقوفه بكل وضوح إلى جانب الفرص.
ومن المرتقب أن تعلن وزيرة الخزانة راشيل ريفز عن زيادات ضريبية في موازنة الخريف المقبلة، لتعويض فجوة مالية قد تصل إلى 50 مليار جنيه إسترليني (نحو 67 مليار دولار)، في ظل تراجع فرص فرض تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام، حيث تواجه وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز ضغوطاً متزايدة مع تمسكها بالقواعد المالية التي فرضتها على نفسها، والتي تحدّ من قدرة الحكومة على الاقتراض، وتهدف إلى موازنة الميزانية وخفض الدين العام بحلول عامي 2029/2030.
لكن هذه القيود قد تجبر ريفز على التراجع عن تعهّد انتخابي رئيسي لحزب العمال بعدم زيادة الضرائب على المواطنين العاملين، بما في ذلك اشتراكات التأمين الوطني (التي تموّل نظام الضمان الاجتماعي والمعاشات)، وشرائح ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة.
ولم يمضِ على تولي ستارمر السلطة أكثر من 14 شهرا شهدت خلالها شعبيته تراجعا كبيرا، ويتقدم حزب الإصلاح في استطلاعات الرأي على العمال ، مما أثار شكوكا متزايدة بشأن بقائه في منصبه.
وكثيرا ما يؤخذ على ستارمر أسلوبه الرتيب وافتقاره إلى رؤية متماسكة للبلاد.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته قناة "سكاي نيوز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بات صاحب أدنى مستوى من الشعبية في تاريخ بريطانيا، إذ لم يحظ سوى بتأييد 13 بالمئة من البريطانيين، في حين أعرب 79 بالمئة عن عدم رضاهم. بينما تقدم حزب الإصلاح البريطاني بقيادة نايجل فاراج في الاستطلاع.
وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع آخر أجرته شركة "Survation" أن أكثر من نصف أعضاء حزب العمال 53 بالمئة لا يرغبون في أن يقود ستارمر الحزب خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يزيد من حدة الضغوط على زعيم الحكومة البريطانية الحالي، وأظهرت دراسة أجرتها شركة "YouGov" في وقت سابق انخفاض نسبة تأييد الحكومة البريطانية إلى أدنى مستوى منذ تولي حزب العمال بقيادة كير ستارمر السلطة في تموز/يوليو 2024، وأشارت القناة إلى أن هذه النسبة تعد الأسوأ مقارنة برؤساء وزراء سابقين، متجاوزة الأرقام السلبية التي سجلت في عهد ريشي سوناك في نيسان/أبريل 2024، وجون ميجور في آب/أغسطس 1994.