علوم وتكنولوجيا

ناسا تعلن موعد إطلاق أرتميس 2.. أول رحلة مأهولة حول القمر منذ 50 عاما

الطاقم يضم رواد فضاء أمريكيين وكنديا وسيكونون أول من يدور حول القمر- ناسا
أكدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنها تسير وفق جدولها الزمني لإطلاق المهمة المأهولة "أرتميس 2"، والتي ستشهد إرسال ثلاثة رواد فضاء، اثنان أمريكيان وثالث كندي، وذلك للقيام بدورة كاملة حول القمر، في خطوة تمثل أول رحلة مأهولة حول القمر منذ أكثر من خمسين عامًا، دون هبوط على سطحه.

ومن المتوقع أن تنطلق المهمة في نيسان/ أبريل 2026 على أبعد تقدير، مع إمكانية تقديم الإطلاق إلى شباط / فبراير وفق تصريحات مسؤولة ناسا العليا، لاكيشا هوكينز.

تأجيلات متكررة وأسبابها
وواجهت مهمة "أرتميس 2" سلسلة من التأجيلات خلال السنوات الماضية بسبب تحديات تقنية ولوجستية، إضافة إلى الحاجة لإجراء اختبارات أمان شاملة لضمان سلامة الطاقم. وقالت هوكينز إن "الوكالة ملتزمة بالوفاء بالموعد المقرر، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان"، مؤكدة أن سلامة الرواد تأتي في المقام الأول قبل أي اعتبار آخر.

فريق المهمة
ويضم الطاقم رواد فضاء أمريكيين وكنديًا، وسيكونون أول من يدور حول القمر منذ مهمة أبولو 17 عام 1972. ورغم أن الرحلة لن تشمل هبوطًا على سطح القمر، إلا أنها تعتبر خطوة أساسية نحو مهمة أرتميس 3 المقررة منتصف 2027، والتي ستشهد عودة البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ نصف قرن.

خلفية سياسية واستراتيجية
ويأتي الإعلان في وقت يتزايد فيه الضغط على ناسا من الإدارة الأمريكية، مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، الذي سبق أن أعلن عن برنامج أرتميس القمري خلال ولايته الأولى، وأكد على أهمية إعادة الولايات المتحدة إلى القمر، مع خطط مستقبلية لاستكشاف المريخ.

وتمثل الرحلة جزءًا من سباق فضاء جديد مع الصين، التي تهدف هي الأخرى لإرسال بعثات بشرية إلى القمر وإنشاء قاعدة على سطحه خلال السنوات المقبلة، ما يعكس منافسة استراتيجية متجددة بين القوتين العالميتين، تشبه سباق الفضاء التاريخي خلال الحرب الباردة.

الخطوة القادمة: أرتميس 3
وحددت ناسا منتصف 2027 موعدًا لإطلاق أرتميس 3، التي ستشهد أول هبوط أمريكي على سطح القمر منذ 1972. ويعتمد البرنامج على بنية تحتية متقدمة من صواريخ SLS والمركبات الفضائية الحديثة، بما يضمن تحقيق أهداف الاستكشاف بأمان وفعالية، وفق تصريحات هوكينز.

وتمثل مهمة أرتميس 2 نقطة مفصلية في برنامج ناسا الفضائي، إذ تفتح الطريق نحو إعادة البشر إلى القمر، وتعزيز مكانة الولايات المتحدة في المنافسة الدولية على الفضاء، بما يواكب طموحات استراتيجية طويلة الأمد تشمل المريخ وأبعد من ذلك.