لم تكن نهاية الحرب العراقية ـ الإيرانية في عام 1988 نهايةً عسكريةً فقط، بل كانت لحظة مفصلية في التحول الاستراتيجي للنظام الإيراني. فعندما أعلن الإمام الخميني قبوله قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن (القرار 598)، قال عبارته الشهيرة: "قبولي لهذا القرار كان أشبه بتجرع كأس السم". كانت هذه العبارة تعبيرًا مكثفًا عن مرارة التنازل، لكنه أيضًا إقرار ضمني بأن الثورة الإسلامية ـ في مرحلتها التأسيسية ـ بلغت أقصى طاقتها القتالية، وأن الحفاظ على الدولة صار أولوية استراتيجية، حتى لو بدا ذلك تراجعًا عن الشعارات الأولى.
ما زالت المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية تبحث مستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء حرب الإبادة، ورغم توفر جميع الشروط الأمنية والسياسية لإنهائها، لكن الانقسام الجاري بين الإسرائيليين يبقى هو السبب الحقيقي لاستمرار هذه الحرب.
تتوافق التقييمات الإسرائيلية أن الدولة تتجه نحو عزلة سياسية وثقافية واقتصادية، ويتكرر الحديث عن إلغاء الصفقات الأمنية، وانهيار السياحة الوافدة إليها، ومقاطعة الأكاديميين والفنانين، وقطع العلاقات التجارية مع الخارج، حتى أن أهم المجلات الاقتصادية في العالم تتحدث أن الانهيار الاقتصادي الإسرائيلي الذي بدأ في أوروبا، يكتسب زخمًا أيضًا في الولايات المتحدة، ويفقد الاحتلال دعم المزيد من الشباب الأمريكي بسرعة.
ذكرت وكالة الأناضول أن متظاهرين هولنديين احتشدوا أمام وزارة الخارجية في لاهاي للمطالبة بحماية المشاركين في "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة بعد تعرضه لهجوم بطائرات مسيرة، وسط إدانات دولية وتحركات أوروبية.
نعرف جميعاً ما يشوب هذه الاعترافات، ونعرف أكثر لماذا تمّت هذه الاعترافات الآن، ولأيّ أهداف، وحتى بأي شروط. ونعرف أكثر كيف أن بعض هذه الدول أرادت امتصاص غضب مجتمعاتها، وأرادت أن تعفي نفسها من «واجب» ردع السياسات الأميركية والصهيونية.
هناك مواطن خلل كثيرة في موضوع الاعتراف هذا، أولها توقيته الغلط. فالأولوية اليوم إجبار إسرائيل على وقف حرب الإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية، ثم محاسبة مَن خطط لها ونفَّذ أمام المحاكم الدولية. هذه أولوية الأولويات عند كل ذي عقل سويّ.
محمود الحنفي يكتب: يبرز في الخطاب الدولي اتجاه مقلق يحاول أن يربط الاعتراف بتجريد الفلسطينيين من مقومات صمودهم، مهما كانت محدودة مقارنة بترسانة إسرائيل، بدلا من تركيز الجهود على وقف الحرب ومحاسبة الاحتلال على سياساته الاستعمارية. وهنا تكمن الخطورة: أن يتحول الاعتراف إلى إجراء رمزي مشروط، فيما تبقى جذور الاحتلال على حالها بلا مساءلة أو رادع
ظاهر صالح يكتب: يمكن تحليل اجتماع ترامب مع القادة العرب والمسلمين على أنه مؤشر على إدراك أمريكي بأن استمرار الحرب في غزة يهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض قدرة واشنطن على إدارة ملفات أخرى، مثل التوتر مع إيران أو استقرار أسواق الطاقة، ومع ذلك، يكشف الاجتماع في الوقت ذاته عن حدود المقاربة الأمريكية التي تركز على أمن الاحتلال وتتجاهل حقوق الفلسطينيين، وعليه فإن مستقبل أي خطة أمريكية سيعتمد على مدى استعداد واشنطن لتجاوز انحيازها التقليدي، وهو أمر مستبعد في ظل تصريحات ترامب الأخيرة
أعلن صندوق التقاعد الدنمركي "أكاديميكر بنسيون" عن استبعاده جميع الأصول الإسرائيلية من محفظته الاستثمارية، احتجاجًا على الحرب في غزة
حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة وصلت إلى 65,419 شهيدا و167,160 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
طالب رئيس تشيلي، بجلب رئيس حكومة الاحتلال وقادته المشاركين في إبادة سكان غزة، إلى قفص المحكمة.