صحافة إسرائيلية

رئيس المجلس الجنوبي اليمني: استقلال الجنوب يمهد التطبيع مع "إسرائيل"

حكومة جنوب اليمن ترى أمكانية التطبيع مع إسرائيل بعد الاستقلال- جيتي
ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أنّ: "رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، حذّر من استحالة التخلص من الحوثيين"، معتبرا أنّ: "استقلال الجنوب هو الحل الوحيد للاستقرار في المنطقة".

وأكد الزبيدي أنّ: "إقامة دولة جنوبية ستمكن من إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل والانضمام إلى: اتفاقيات إبراهيم". فيما نقلت الصحيفة في تقرير عن مقابلة للزبيدي مع صحيفة ذا ناشيونال قوله إن جميع شروط قيام دولة جنوبية مستقلة متوفرة، وإن الانفصال عن الشمال سيمنح الجنوب حرية صياغة سياسة خارجية مستقلة، بما في ذلك الانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم".

وأضاف: "قبل أحداث غزة، كنا نتجه نحو الانضمام إلى الاتفاقيات. إذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، ستكون هذه الاتفاقيات أساسية للاستقرار. عندما تكون لدينا دولة جنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات".

وأكد أنّ: "الاستقلال لن يؤدي فقط إلى عزل الحوثيين في الشمال، بل سيوفر أيضًا الوضوح للشركاء الدوليين". وصف الزبيدي عملية السلام بأنها متوقفة. وقال: "عملية السلام متوقفة ومتجمدة. بعد هجمات الحوثيين، لا يوجد أي أمل حقيقي. لقد غيّرت الهجمات كل الحسابات. نحن في حالة لا حرب ولا سلام".

وبينما رحّب بقرارات تصنيف الحوثيين، أوضحت معاريف أنّ: "إسرائيل شنّت في الأشهر الماضية هجمات متكررة على أهداف حوثية في صنعاء والحديدة، فيما يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد استهدفوا أمس مدينة إيلات بمسيّرة أصابت أكثر من 20 شخصًا".


وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "جنوب اليمن المستقل قد يشكّل حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، لاسيما مع موقعه المطل على باب المندب، ما يحد من نفوذ إيران ويعزز أمن الملاحة". بيّن التقرير أن المجلس الرئاسي اليمني، المكوّن من ثمانية أعضاء، يقود الحكومة المعترف بها دوليًا من عدن، ويحتفظ المجلس الجنوبي بثلاثة مقاعد فيه.

وأكد الزبيدي في تصريحاته أن الوضع الاقتصادي صعب، مشيدًا بدعم السعودية والإمارات في مجالات الطاقة والاقتصاد، قائلاً: "بدون دعمهما لانهار كل شيء".

وعلى الصعيد الأمني، لفت إلى التحديات على الساحل الجنوبي من تهريب مخدرات وهجرة وخلايا متطرفة، موضحًا أن الخطط لتحسين أمن الحدود ما زالت محدودة. واستعرضت الصحيفة خلفية تاريخية عن انقسام اليمن بين شمال وجنوب بين عامي 1967 و1990، ثم الوحدة، وصولا إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، وما أعقبها من حرب أهلية ونزوح أكثر من 4.5 مليون شخص.

في مقابلة أخرى مع الغارديان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد الزبيدي على أن "الحل الأمثل لليمن هو حل الدولتين، سواء بالاستفتاء أو بالاتفاق".

وأكد أن "لا سبيل لإخراج الحوثيين من الشمال بالقصف، ولا توجد أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية معهم". وقال إن "الواقع على الأرض هو وجود دولتين عسكريًا واقتصاديًا"، مشيرًا إلى أن الحوثيي 
وأوضحت "الغارديان" أن الولايات المتحدة أوقفت في أيار/مايو حملات القصف ضد الحوثيين، ونقلت المسؤولية إلى إسرائيل التي كثّفت عملياتها، بما فيها اغتيال رئيس الوزراء الحوثي وعدد من وزرائه. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على تراجع قيادة الحوثيين.

وأضافت معاريف أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على عدن وأجزاء واسعة من الجنوب، يحاول منذ فترة طويلة الدفع نحو الانفصال، لكن السعودية عملت على دمجه ضمن قوى المعارضة للحوثيين. وفي 2022 حصل على ثلاثة مقاعد في مجلس القيادة، غير أن الزبيدي أبدى استياءه من أداء الرئيس رشاد العليمي.

وفي هذا السياق، أصدرت قيادة المجلس هذا الشهر 11 قرارا بتعيين محافظين جنوبيين، خطوة أثارت غضب السعودية والولايات المتحدة. واعتبر الزبيدي أن هذه التعيينات "حق سياسي"، مؤكدًا أنه تحرك أيضًا بدافع الخوف من فقدان الدعم الشعبي نتيجة الأزمات المستمرة مثل انقطاع الكهرباء وتأخر الرواتب وصعوبة تصدير النفط بسبب هجمات الحوثيين.

ختم التقرير بالإشارة إلى أن الأزمات الاقتصادية والفساد والاعتماد على السعودية أضعفت المجلس الانتقالي، فيما يتمسك المجتمع الدولي، بدعم من السعودية والأمم المتحدة، بالحفاظ على وحدة اليمن كدولة واحدة تضم نحو 40 مليون نسمة.

ومع ذلك، يرى أنصار الزبيدي أن دولة جنوبية مستقلة بمواردها النفطية وموانئها قد تتحول إلى قوة استقرار للغرب وتلعب دورًا في حماية الممرات الملاحية ومواجهة النفوذ الإيراني والتنظيمات المتطرفة.