ملفات وتقارير

أسطول الصمود.. رسالة عالمية لكسر الحصار وتعزيز صمود الفلسطينيين

أكد مقّري أن أصناف النصرة كثيرة، من الإغاثة المباشرة إلى حملات كسر الحصار والتوعية، وأن هذه الأعمال ليست تهوّرًا أو استعراضًا، بل جهاد في سبيل الله يحقق أثرًا كبيرًا للقضية.
أطلق الدكتور عبد الرزاق مقّري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، رسالة حماسية للأحرار في العالم العربي والإسلامي، قبيل انطلاق أسطول الحرية نحو غزة، تحت شعار: "لبيك غزة".

وأكد مقّري في تدوينة على فيسبوك أن الهدف من المبادرة لا يقتصر على إيصال المساعدات، بل على تحويل الألم والغضب تجاه ما يحدث في غزة إلى فعل مستمر وفاعل نصرةً للفلسطينيين وتعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن أهل غزة قدموا كل شيء، وصمودهم نموذج حي لنهوض الأمة، داعيًا الجميع إلى تحويل الحزن إلى عمل دائم ومؤثر، سواء بالوصول إلى غزة أم بالمتابعة والدعم من خارجها.

وأشار مقّري إلى أن أصناف النصرة متنوعة، من الإغاثة المباشرة إلى حملات كسر الحصار والتوعية، وأن هذه الأعمال ليست تهوّرًا أو استعراضًا، بل جهاد في سبيل الله يحقق أثرًا كبيرًا للقضية، كما أن أسطول الحرية يمثل فضيحة كاشفة للعدو ودليلاً على استمرار ضمائر الأحرار في العالم.



من جانبه، أكد الناشط الحقوقي التونسي أنور الغربي أن جميع السفن المشاركة في أسطول الصمود نحو غزة بدأت رحلتها، حيث انطلقت 24 سفينة من تونس، وتنتظر 26 سفينة أخرى في عرض البحر للالتحاق بها، بالإضافة إلى 14 إلى 18 سفينة سريعة في الطريق، وبعضها موجود في موانئ متوسطية استعدادًا للوصول. وأضاف أن السفن الأوروبية، خصوصًا من إيطاليا واليونان، جاهزة بالكامل لتجاوز أي عقبات محتملة، مع مشاركة سويسرا بمبادرة مستقلة تشمل سبع سفن مجهزة.



ومن الوفد المغربي في أسطول الصمود، تحدث المتطوعان أحمد ويحمان وعبد الرحيم الشيخي عن لحظة الانطلاق، مؤكدين أن الأسطول، الذي يضم نحو سبعين سفينة من 44 دولة، يمثل رسالة واضحة: وقف العدوان، كسر الحصار، وضمان ممر آمن للغوث الإنساني. واصفا المسيرة بأنها "مسيرة الإباء والابتلاء"، وأنها تحمل رسالة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتطوعان أن السفن انطلقت من موانئ تونس بعد أسبوعين من الضغوط والتأجيلات، ومن بينها هجمات بطائرات من دون طيار استهدفت بعض السفن، إلا أن الأسطول واصل رحلته بكل عزيمة، وسط توديع شعبي مهيب من المواطنين التونسيين الذين اصطفوا على الشواطئ مرددين رسائل التضامن ورافعين الأعلام الفلسطينية، مقدّمين مساعدات مالية وعينية.



ويجمع المشاركون في أسطول الصمود، أن هذا العمل رسالة قوية للأمة والعالم: أن قضية غزة حيّة، وأن صمود أهلها سيبقى شعلة أمل في وجه الظلم، وأن ما عجزت عنه السياسة، تحمله سفن الصمود فوق الماء.