صحافة دولية

رئيس المخابرات الإسرائيلية يؤيد استهداف قادة حماس في الخارج

يادلين قال: أي شخص شارك في عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر سيتم استهدافه- جيتي
أكد الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ونائب القائد السابق لسلاح الجو، عاموس يادلين، أن الهجوم الذي نفذه جيش الاحتلال في الدوحة، يأتي في إطار سياسة "إسرائيلية" الثابتة منذ عقود والقائمة على "إبعاد" كل من تعتبره مسؤولاً عن الهجمات ضدها.

وزعم يادلين في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن الغاية من العملية هي إبعاد قادة المنظمات الذين وصفهم بأنهم "أكثر تطرفاً" ويعيشون في "فنادق فاخرة بقطر"، مدعيا "أن هؤلاء القادة يشكلون عقبة أساسية أمام إنهاء الحرب بعدما رفضوا المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وادعى أن قطر "لم تقدّم أي مساهمة إيجابية في دعم جهود الوساطة، بل واصلت تمويل حماس وإسنادها سياسياً ودبلوماسياً، متهماً الدوحة باستخدام أموالها وقناة الجزيرة لإفشال أي عملية سياسية، ومؤكداً أن الوقت قد حان لكي "تدفع الثمن لأنها تلعب بالنار".

واستحضر يادلين ما أسماه "مبدأ إسرائيل منذ عملية ميونيخ"، قائلاً إن أي شخص شارك في عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أو خطط لها أو ساهم في قتل إسرائيليين سيتم استهدافه، معتبراً أن عدداً من هؤلاء القادة يقيمون في قطر، ولذلك فإن "إسرائيل" ستواصل ملاحقتهم. 

كما زعم أن حماس غير راغبة في إنهاء الحرب، مشبهاً موقفها بمواقف بعض وزراء الائتلاف الحكومي مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، مشيراً إلى أن على "تل أبيب" إبعاد كل من يعرقل إنهاء الحرب وإعادة الأسرى٬ ولكن دون تقديم ثمن وصفه بغير المقبول.

وأوضح يادلين أن إنهاء الحرب يتطلب صفقة شاملة تجمع بين إعادة الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة وإبعاد حماس عن السلطة، إضافة إلى تفاهم أمريكي إسرائيلي شبيه بالترتيبات مع حزب الله في لبنان، يتيح لـ"تل أبيب" العودة إلى استهداف الحركة إذا أعادت بناء قوتها العسكرية. 

وقال إن على العائلات الإسرائيلية أن تستعيد أبناءها قبل أي شيء آخر، لكن في إطار هذه الرؤية المتكاملة التي يتعين على إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية تسويقها والضغط لتنفيذها.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد نفذ مساء الثلاثاء غارة جوية على مبنى سكني في الدوحة زعم أنه يُستخدم كمقر لقيادة حماس، ما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص بينهم مدير مكتب خليل الحية جهاد لبد ونجله همام الحية، إضافة إلى ثلاثة من المرافقين هم عبد الله عبد الواحد ومؤمن حسونة وأحمد المملوك. 

وأكدت الحركة نجاة وفدها المفاوض بقيادة الحية من محاولة الاغتيال، في حين أدانت قطر الهجوم واعتبرته عدواناً سافراً على سيادتها وأعلنت احتفاظها بحق الرد، مشيرة إلى أن أحد عناصر الأمن الداخلي قُتل كذلك في الغارة.

وجاء الهجوم في وقت كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يروّج لخطة تنهي الحرب وفقاً لمبادرة ترامب والمبادئ التي أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت"، وتشمل إعادة الأسرى ونزع سلاح غزة وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية وإنشاء إدارة مدنية جديدة لا تتبع لا حماس ولا السلطة الفلسطينية. 

وكان ترامب قد تحدث عن مقترح يتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مع وقف خطة احتلال مدينة غزة والشروع في مفاوضات تنهي الحرب بضمانة أمريكية تمنع الاحتلال الإسرائيلي من استئناف العمليات العسكرية ما دامت المفاوضات قائمة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت ترحيبها بأي تحرك يساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومرارا، أعلنت الحركة استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع تل أبيب لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة، لكن نتنياهو كان يرفضها ويصر على مقترحات جزئية تتيح له المماطلة ووضع شروط جديدة في كل مرحلة تفاوض. 

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.