حول العالم

أردنية تناشد لإعادة زوجها الذي يقاتل في أوكرانيا.. "استدرجه الروس عبر تلغرام" (شاهد)

تجنيد إلكتروني يضع شباب عرب أمام خطر الانزلاق إلى حرب لا تخصهم- جيتي
لليوم الثالث على التوالي، يتواصل الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بعد الكشف عن قصة رائد صبري حمّاد، المواطن الأردني الذي جرى استدراجه للانضمام إلى صفوف الجيش الروسي عبر إحدى قنوات تطبيق "تيلغرام"، في وقت لم تعلن السلطات الأردنية أي موقف رسمي بشأن القضية.

ونقل موقع "عمّان نت" المحلي شهادة مصوّرة لزوجة حمّاد، مدتها سبع دقائق، تحدثت فيها عن تفاصيل ما وصفته بـ"الفخ" الذي وقع فيه زوجها البالغ من العمر 54 عاما، موضحة أنه سافر إلى روسيا على أساس عقد عمل إداري مع شركة قالت إنها متعاقدة مع وزارة الدفاع الروسية، قبل أن يُنقل مباشرة إلى جبهات القتال ضد الجيش الأوكراني.

وقالت الزوجة إن الاتفاق الأول مع القائمين على القناة التي تديرها سيدة روسية، كان يقضي بعمله في مهام غير قتالية مثل القيادة أو تحضير الطعام أو الخدمات العامة، لكنه فوجئ بعد وصوله إلى موسكو بتحويله إلى وحدات عسكرية، مع مقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية. وأشارت إلى أنه عاطل عن العمل ويعاني أمراضا مزمنة بينها إصابته بالديسك، ولديه أربعة أبناء أصغرهم يبلغ 13 عاما.

وأوضحت أن ظروف العائلة المعيشية الصعبة دفعت زوجها للموافقة على العرض، على أمل أن يعمل عاما واحدا فقط ثم يعود، لافتة إلى أن العرض شمل إغراءات بالحصول على الجنسية الروسية، ومنزل مستقل مع قطعة أرض وراتب مدى الحياة.

وأضافت أن زوجها اضطر إلى توقيع عقد من 21 صفحة باللغة الروسية، اتضح لاحقا أنه ينص على مشاركته المباشرة في القتال.

وأكدت الزوجة أن حمّاد يعيش في خوف دائم ويحاول العودة إلى الأردن دون جدوى، مشيرة إلى أنه يتعرض لابتزاز مالي أسبوعي وحُبس انفراديا 12 ساعة لرفضه تنفيذ بعض المهام.

وفي تقرير موسّع، أجرى موقع "الدار" تجربة محاكاة مع القناة نفسها، أوضح خلالها أن الشركة تعرض مزايا مالية كبيرة تصل إلى 300 ألف دولار، مع وعود بتسهيلات واسعة لمن يقبلون الانضمام.



ونشر الموقع صورا لحمّاد ومقاتلين آخرين بزي عسكري، قال إنها وصلت عبر مراسلات مع القائمين على القناة التي يتابعها نحو 23 ألف مشترك.

وناشدت زوجة حمّاد الملك عبد الله الثاني والحكومة التدخل لإعادته، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الأردنية، بحسب ما ذكرته شبكة "CNN بالعربية".

وفي السياق ذاته، استبعدت مصادر مطلعة للشبكة أن يكون هناك تنظيمات أو مجموعات أردنية منظمة تتجه للقتال مع الجيش الروسي، وسط غموض حول عدد الأردنيين الذين ربما استُدرجوا عبر الطريقة ذاتها.

وفي سياق متصل، أفادت منصات على وسائل التواصل الاجتماعي بوجود أكثر من ألف عراقي في صفوف الجيش الروسي وفق إحصاءات غير رسمية، بعدما دفعهم الفقر والبطالة في العراق إلى الالتحاق عبر وسطاء مقابل وعود بالجنسية الروسية.

وأوضحت أن المجندين يعيشون في مخيمات تدريب قاسية، فيما يبقى مصير الكثير منهم غامضا بين احتمالات الموت على الجبهات، مشيرة إلى أن قصة شاب يدعى محمد تعكس كيف يمكن للظروف المعيشية والتفكك الأسري أن تدفع شابا إلى طريق مجهول تتحول فيه حياته إلى مجرد رقم في حرب بعيدة.



ودعا مراقبون السلطات الأردنية إلى متابعة المسافرين المتوجهين إلى موسكو، في ظل رصد ظاهرة "التجنيد" لشبان عرب عبر قنوات إلكترونية. وكتب الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبوطير على صفحته في "فيسبوك" أن "سهولة السفر إلى موسكو اليوم ستفتح بوابات كثيرة في ظل مشاكل مالية يعاني منها كثيرون"، مطالبا الدولة الأردنية بطرح الأسئلة ذاتها التي كانت تثار حول السفر إلى تركيا وسوريا، مضيفا: "تلك ليست حربنا، ولا مقدسة أيضا".



وتجدر الإشارة إلى أن الأردن وقّع مع روسيا في 20 آب/ أغسطس الماضي اتفاقا لإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين، بينما كانت السلطات الأردنية قد أحالت في سنوات سابقة مئات الأردنيين الذين التحقوا بجبهات القتال في سوريا إلى محكمة أمن الدولة.