أعلنت وزارة الداخلية
القطرية، مساء الثلاثاء، أن الانفجارات التي هزت العاصمة
الدوحة ناجمة عن استهداف إسرائيلي لمقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة "
حماس"، مؤكدة استشهاد الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري من قوة
الأمن الداخلي "لخويا"، أثناء مباشرته مهامه في موقع القصف، إضافة إلى إصابة عناصر أمنية أخرى.
وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن الجهات المختصة تواصل مسح وتأمين المنطقة المستهدفة عبر فرق المتفجرات التابعة لـ"لخويا"، وفق الخطط المعتمدة للتعامل مع مثل هذه الحالات، مشددة على أن سلامة المواطنين والمقيمين تظل أولوية قصوى، داعية في الوقت نفسه إلى استقاء المعلومات من القنوات الرسمية وعدم الالتفات للشائعات.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة "حماس" نجاة قادتها من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفت وفدها المفاوض أثناء اجتماعه في الدوحة، حيث قال القيادي سهيل الهندي لقناة "الجزيرة" إن رئيس الحركة في غزة خليل الحية نجا، فيما استشهد مدير مكتبه جهاد لبد ونجله همام الحية ومرافقون.
بدورها، وصفت قطر الهجوم بأنه "عمل جبان وسلوك متهور"، مؤكدة أنها فتحت تحقيقا رسميا ولن تتهاون مع أي اعتداء يستهدف سيادتها وأمنها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في بيان مشترك مع جهاز "الشاباك"، أنه نفذ "هجوما دقيقا" ضد "قيادة حماس" في الدوحة، فيما نشر رئيس الكنيست أمير أوحانا مقطع فيديو قصير يوثق لحظة القصف، مرفقا بتعليق بالعربية: "هذه رسالة لكل الشرق الأوسط".
وأثار الاعتداء على قطر، التي تقوم بدور وساطة إلى جانب مصر وبرعاية أمريكية في المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، موجة إدانات عربية، وسط تحذيرات من خطورة انتهاك القانون الدولي واستهداف دولة تقوم بدور محوري في جهود وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، حربها المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 ضد قطاع غزة، والتي وصفتها منظمات دولية بأنها "إبادة جماعية"، حيث خلفت أكثر من 64 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، ونحو 163 ألف جريح، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، فضلا عن أزمة إنسانية غير مسبوقة.
كما تشن تل أبيب بالتوازي عدوانا متصاعدا في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب غارات على سوريا واليمن وهجوم عسكري على إيران في حزيران/يونيو الماضي، في مسعى لتوسيع دائرة نفوذها وفرض سياسة الأمر الواقع على حساب استقرار المنطقة.