أكد وزير الخارجية
المصري بدر
عبد العاطي في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة، على أن المجاعة في قطاع
غزة هي نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية، داعياً دولة الاحتلال إلى الالتزام بمقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار، الذي أقرته حركة حماس، ومعتبرا أنه من العبث وصف تهجير الفلسطينيين بأنه "طوعي".
وأوضح عبد العاطي أن مصر ترفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، محملاً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع، مؤكداً أن تعنتها وفرض شروط تعجيزية يمثلان عقبة رئيسية أمام تحقيق أي تقدم ملموس في مسار التهدئة.
وأضاف أن القاهرة بذلت جهوداً متواصلة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة من أجل فرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يستجب بعد لمقترحات الوسطاء، رغم تطابقها مع مقترح سابق من ويتكوف.
وأكد عبد العاطي أن حماس مستعدة لإبرام صفقة شاملة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين وإنهاء الحرب، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك.
وحول معبر رفح، نفى عبد العاطي المزاعم الإسرائيلية التي تتهم القاهرة بإغلاقه، مؤكداً أن المعبر مفتوح على مدار الساعة، وأن الاحتلال هو من يمنع دخول المساعدات، موضحاً أن أكثر من 6 آلاف شاحنة مساعدات متوقفة على الجانب المصري تنتظر السماح لها بالدخول.
وأشار الوزير المصري إلى أن حصار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع منذ آذار/ مارس الماضي، وإغلاق المعابر، أدى إلى تفاقم المجاعة على الرغم من تكدس المساعدات على الحدود، كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المواطنين المنتظرين للمساعدات، ما أوقع آلاف القتلى والجرحى.
وفيما يخص وكالة
الأونروا، شدد عبد العاطي على أن الالتزامات الدولية تجاه الوكالة ليست تفضلاً من أحد، بل واجب قانوني وأخلاقي، مشيراً إلى أهمية استمرار عملها دون تدخلات سياسية.
وبدوره، قال المفوض العام للوكالة، فيليب
لازاريني، إن وقف إطلاق النار في غزة يمثل أولوية قصوى لإنقاذ الأرواح وإطلاق سراح المحتجزين، مشدداً على أن المجاعة هي أزمة صنعها البشر، ويجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية على الفور.
وأشار لازاريني إلى أن الوضع المالي للوكالة متدهور، ما اضطرها لإلغاء بعض برامجها، مؤكداً التزام الأونروا بالحياد ورفضها للحظر الإسرائيلي على أنشطتها.
وأشار عبد العاطي إلى مقتل أكثر من 360 من موظفي الأونروا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، معبراً عن تعازيه ومندداً بالانتهاكات المستمرة التي تطال منشآت وموظفي الوكالة. كما استعرض الوزير الجهود المصرية لإدخال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، مؤكداً دعم القاهرة المتواصل للشعب الفلسطيني.
ويأتي ذلك في سياق استمرار العدوان الإسرائيلي، المدعوم أمريكياً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي خلف 64 ألفاً و300 شهيد٬ و162 ألفاً و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، بينما أودت المجاعة بحياة 376 فلسطينياً بينهم 134 طفلاً، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.