كشفت مصادر مطلعة في واشنطن، أن الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب يتجه لمراجعة معاهدة للأسلحة تعود لعام 1987 بهدف بيع
السعودية طائرات مسيرة صُنفت سابقا على أنها أنظمة صواريخ يحظر بيعها إلى الخارج.
وقال مسؤول أمريكي وأربعة من المصادر المطلعة لرويترز، إنه من المتوقع أن يعيد ترامب تفسير معاهدة تنظيمية تتعلق بالأسلحة عمرها 38 عاما من جانب واحد لبيع طائرات مسيرة من طراز "رييبر" المتطورة وغيرها من المسيرات العسكرية المتطورة في الخارج. ومن شأن التفسير الجديد أن يفتح المجال لبيع أكثر من 100 طائرة مسيرة من طراز "إم.كيو-9" للسعودية، والتي طلبتها المملكة في ربيع هذا العام ويمكن أن تكون جزءا من
صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار أُعلن عنها في مايو أيار.
ومن خلال تصنيف المسيرات على أنها مماثلة لطائرات مثل "إف-16" وليس لأنظمة الصواريخ، ستتجنب الولايات المتحدة معاهدة نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف التي تضم 35 دولة ووقعتها عام 1987، مما سيمكنها من بيع الطائرات المسيرة إلى دول مثل الإمارات ودول أوروبا الشرقية التي تحاول الحصول على أفضل الطائرات الأمريكية المسيرة.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته للوكالة نفسها، إن السياسة الجديدة ستسمح لشركات جنرال أتوميكس وكراتوس وأندوريل التي تصنع طائرات مسيرة كبيرة الحجم، بمعاملة منتجاتها على أنها "مبيعات عسكرية أجنبية" من قبل وزارة الخارجية مما يسمح ببيعها بسهولة على المستوى الدولي.
وقال المسؤول إن هذا الجهد هو الجزء الأول من مراجعة "كبيرة" مخطط لها لبرنامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية.
وبموجب التفسير الحالي لنظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، فإن بيع الكثير من الطائرات المسيرة العسكرية يواجه "افتراضا قويا بالرفض" ما لم يتم تقديم سبب أمني مقنع وأن يوافق المشتري على استخدام الأسلحة بما يتفق بدقة مع القانون الدولي.
وأبرمت المعاهدة في الأصل بهدف الحد من بيع الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن توصل أسلحة الدمار الشامل. وعلى الرغم من اختراع الطائرات المسيرة بعد ذلك بسنوات كثيرة، إلا أنها اعتبرت ضمن نطاق نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف بسبب قدرتها على الطيران لمسافات طويلة وعلى حمل الأسلحة.
ويواجه مصنعو الطائرات المسيرة الأمريكيون منافسة شرسة في الخارج، وخاصة من منافسيهم الإسرائيليين والصينيين والأتراك الذين يبيعون منتجاتهم غالبا في ظل قيود أخف.
ولم توقع الصين ولا "إسرائيل" على نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، ونتيجة لذلك، حققتا مبيعات في الشرق الأوسط. وانضمت تركيا إلى المعاهدة في عام 1997، لكنها تمكنت من عرض طائرات مسيرة لاستخدامها ضد القوات الروسية في أوكرانيا لأنها أقصر في المدى وأخف وزنا ومغطاة بمعيار مختلف بموجب المعاهدة عن الطائرات المسيرة الأثقل.
وقالت المصادر إنه لم يجر تحديد موعد دقيق للكشف عن المبادئ التوجيهية الجديدة لبيع الطائرات المسيرة. ومن المتوقع أن يتم تحديث برنامج المبيعات العسكرية الخارجية في وقت لاحق من هذا العام، وتعمل الإدارة الآن على "طرحه".
ويمكن أن تكون للسعودية واحدة من أولى المبيعات الكبيرة التي قد تأتي بعد إعادة التفسير. وتبنى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن موقفا أكثر صرامة بشأن مبيعات الأسلحة للسعودية في عام 2021، مشيرا لاستخدام المملكة للمعدات العسكرية الأمريكية في حملتها ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن والتي أوقعت خسائر فادحة بين المدنيين.