سياسة عربية

مصر تؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتستعرض خطة إعمار غزة أمام وفد أمريكي

جدد عبد العاطي رفض مصر القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا على أهمية أن يلعب المجتمع الدولي دوره للضغط على إسرائيل لإنهاء العدوان على القطاع.. فيسبوك
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، رفض بلاده القاطع لأي مخططات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددًا على تمسك مصر بخطة عربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، وذلك خلال لقاء جمعه الأحد مع عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولن وجيف ميركلي في القاهرة، وفق بيان رسمي للخارجية المصرية الاثنين.

واستمع الوزير المصري إلى انطباعات الوفد الأمريكي حول زيارته لمدينتي العريش ورفح المتاخمتين للحدود مع غزة، مشيرًا إلى "التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع والتي وصلت إلى حد المجاعة"، في ظل استمرار إسرائيل منذ مارس/ آذار الماضي بإغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وأشار عبد العاطي إلى المقترح المصري ـ القطري لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، ونفاذ المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى، الذي وافقت عليه حركة حماس ولم ترد عليه إسرائيل بعد، مؤكدًا على "ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوضع حد للجرائم الإسرائيلية السافرة في غزة والضفة الغربية".

وأوضح الوزير المصري أن مصر مستعدة لمناقشة خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ آذار الماضي، والتي تهدف لإعادة إعمار القطاع خلال خمس سنوات بتكلفة تقديرية تصل إلى 53 مليار دولار، دون تهجير سكانه. وأضاف أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا لمتابعة تنفيذ هذه الخطة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وجدد عبد العاطي رفض مصر القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا على أهمية أن يلعب المجتمع الدولي دوره للضغط على إسرائيل لإنهاء العدوان على القطاع، وذلك في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بارتكاب ما وصفته تقارير دولية بالإبادة الجماعية، التي خلفت أكثر من 63 ألف قتيل و160 ألف مصاب ومئات آلاف النازحين.

ويأتي لقاء الوزير المصري مع وفد مجلس الشيوخ الأمريكي بعد كشف صحيفة "واشنطن بوست" لمخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "غزة ما بعد الحرب"، الذي يتضمن السيطرة الأمريكية على القطاع لمدة 10 سنوات وتحويله إلى منتجع سياحي، مع تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى أو مناطق محددة داخل غزة، وهو ما رفضته مصر والأردن ودول عربية أخرى.

وتأتي هذه التحركات المصرية في إطار جهود القاهرة المتواصلة للحفاظ على حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم، مع السعي لضمان أن يشمل أي حل في القطاع إعادة الإعمار الشاملة مع حماية السكان المحليين وحقوقهم الأساسية، بعيدًا عن المخططات التي تسعى لتغيير التركيبة الديمغرافية للقطاع.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و459 شهيدا، و160 ألفا و256 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 339 فلسطينيا بينهم 124 طفلا.