ذكرت صحيفة
لبنانية أن خطوة تسليم الجيش اللبناني ثلاث دفعات من السلاح داخل المخيمات
الفلسطينية، خلال أقل من أسبوعين، كشفت عن انقسام واضح داخل حركة "
فتح" وتباين بين الفصائل الفلسطينية.
وبحسب صحيفة "النهار"، فإن الحكومة اللبنانية تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها ذات دلالات رمزية مهمة، وقد تشكّل تمهيداً لحث "حزب الله" على تقديم تنازلات مماثلة بشأن سلاحه، ولو على نحو شكلي. لكن مشهد تسليم السلاح من مخيمات برج البراجنة وشاتيلا والبص أثار موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل، في ظل الشكوك حول جدّيته.
مصدر في حركة "حماس" قال للصحيفة إن غالبية الفصائل الفلسطينية، بما فيها "فتح" باستثناء جناح الرئيس محمود عباس، لا توافق على تسليم السلاح، مؤكداً أن "الاحتفاظ بالسلاح مرتبط بحق العودة ولا يُستخدم إلا في مواجهة إسرائيل"، ومشدداً على أن ما جرى لا يمثل مجمل القوى الفلسطينية.
وأشار المصدر نفسه إلى أن السلاح الذي سُلّم يقتصر على جناح عباس داخل "فتح"، ولا يعكس الحجم الحقيقي لترسانة الحركة أو باقي الفصائل، متسائلاً: "إذا كانت فتح جادة في التسليم، لماذا لم يشمل الأمر مخيم عين الحلوة، حيث تتركز شعبيتها؟".
وتبرز كذلك تناقضات في مواقف قيادات منظمة التحرير، حيث تحدث بعض مسؤولي "فتح" عن تسليم كل السلاح الثقيل مقابل ضمان حقوق اجتماعية ومدنية للاجئين الفلسطينيين، فيما صرّح قائد الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب أن السلاح الذي سُلّم حديث العهد ولم يكن من ترسانة المخيمات.
وترى الصحيفة أن هذا التباين الفتحاوي يعيد طرح السؤال حول كيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع "البندقية الفلسطينية" مستقبلاً، وما إذا كانت ستكتفي بالمسار التفاوضي لتجنّب توترات داخلية، أم تتجه لاحقاً إلى خيارات أكثر تشدداً.