قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، في تعليق على الأوضاع الجارية في
سوريا، إنّه "ليس شخصاً ساذجاً ويدرك تماماً مع من يتعامل".
وجاءت تصريحاته عقب لقائه، أمس الأربعاء، مع زعيم الطائفة الدرزية في الداخل المحتل، الشيخ موفق
طريف، حيث أشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي "رأى بعضاً من أبعاد المذبحة التي تتكشف يوماً بعد يوم"، مؤكداً أنه يطرح هذه القضية بشكل متواصل أمام الإعلام وصنّاع القرار الدوليين.
وأضاف: "من المهم أن تصل الصورة إلى جهات مؤثرة وقوية في العالم... وأنا أفهم تماماً أمام من نقف وماذا نواجه"، مشدداً على أنّه "سيكون هناك تسوية".
ويستغل نتنياهو وطريف تصاعد الأحداث في محافظة
السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية، بحكم روابط القرابة والدم التي تجمع بين دروز فلسطين المحتلة ودروز سوريا.
وغالباً ما تمارس هذه الطائفة ضغوطاً على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للتدخل لصالح أقاربهم الذين تربطهم مع حكمت الهجري أحد مشايخ العقل في السويداء علاقات قوية.
وفي هذا السياق، كان موفق طريف قد أصدر بياناً دعا فيه نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس إلى "الوفاء بالتزامهما بحماية
الدروز في سوريا"، مشيراً إلى أنّ "مجزرة مروعة ووحشية" تجري في جبل الدروز جنوبي سوريا، حيث "يُقتل مدنيون أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ بدم بارد"، وفق تعبيره. وانتقد طريف "غياب أي إجراء فعلي من جيش الاحتلال أو الحكومة رغم التعهدات السابقة".
من جهة أخرى، كشفت تقارير إسرائيلية أنّ مفاوضات مباشرة تجري بين تل أبيب ودمشق لخفض التصعيد، حيث التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في باريس الأسبوع الماضي.
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، فقد درست تل أبيب "بجدية" إمكانية تسليم منطقة مزارع شبعا وجبل دوف إلى سوريا، مقابل توقف دمشق عن المطالبة بالسيادة على هضبة الجولان المحتلة.
وأوضحت الهيئة أن المسؤولين الإسرائيليين بحثوا "الجدوى السياسية لهذه الخطوة"، التي تتطلب موافقة 80 عضواً في الكنيست، لكن المفاوضات توقفت مؤقتاً إثر تصاعد أحداث العنف في السويداء.
ومساء الأربعاء، نفى مكتب نتنياهو صحة تلك التقارير، مؤكداً أن "الأنباء التي تفيد بأن إسرائيل درست تسليم جبل دوف أخبار كاذبة تماماً".