سياسة دولية

عائلات أسرى الاحتلال تصعّد احتجاجاتها تزامنا مع اجتماع "الكابينيت"

تبدأ الاحتجاجات صباح الثلاثاء برفع أعلام عملاقة أمام مقر سفارة أمريكا في تل أبيب- جيتي
دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى احتجاجات واسعة غدا الثلاثاء، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق يعيد الأسرى ويوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ نحو عامين.

وتتزامن الاحتجاجات مع اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" لبحث الموقف من موافقة "حماس" على اقتراح الوسطاء بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة، وأيضا خطة جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة.

وقالت العائلات في بيان نشرته وسائل إعلام عبرية، إنها تدعو إلى "تكثيف النضال من أجل إعادة أحبائنا (الأسرى) عبر يوم تضامن مدني حاشد"، مضيفة أنّ "الغالبية العظمى من شعب إسرائيل تريد إعادة أحبائنا إلى ديارهم، إن المماطلة المتعمدة في التوصل إلى اتفاق لإعادتهم تتعارض مع إرادة الشعب وقيمه الأساسية".

وأوضحت أن الفعاليات ستكون تحت عنوان "إسرائيل تقف صفًا واحدًا"، وستبدأ في ساعات الصباح برفع أعلام عملاقة أمام مقر للسفارة الأمريكية في تل أبيب.

كما سيتم، وفق البيان، تنظيم فعاليات احتجاجية في تقاطعات الطرق بأنحاء إسرائيل ومواكب ضخمة ووقفات احتجاجية في أنحاء البلاد وتتكلل بتجمع حاشد في ساعات المساء في ساحة المختطفين في تل أبيب.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.



من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه "بخلاف (احتجاجات) الأسبوع الماضي، تسعى هيئة عائلات المخطوفين هذه المرة لإظهار الدعم الشعبي للصفقة بدون إضرابات".

وفي وقت سابق اليوم، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه معهد "أغام" للأبحاث (خاص)، أن 74 بالمئة من الإسرائيليين قالوا إنهم يؤيدون إنهاء الحرب على غزة ضمن صفقة لتبادل أسرى، بينما رفض ذلك 26 بالمئة.

وأضافت هيئة البث أن "هذه التطورات تأتي في ظل تسليم حماس موافقتها على مقترح الوسطاء للهدنة وانتظار الرد الإسرائيلي على المقترح".

كما تأتي، وفق هيئة البث "في ظل التصعيد العسكري والرسالة الحادة والواضحة التي نقلها رئيس الأركان إيال زامير، إلى المستوى السياسي، ومفادها أن شروط الصفقة قد توفرت، وأن عملية السيطرة على مدينة غزة قد تعرّض حياة المخطوفين للخطر".

والأحد حذر زامير، خلال زيارة لقاعدة سلاح البحرية في حيفا (شمال)، نتنياهو، من أنّ "احتلال مدينة غزة قد يشكل خطرا شديدا على حياة المحتجزين"، مبينا أن "الجيش وفّر الشروط لإتمام" صفقة التبادل.

من جانبها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن "الكابينيت" سينعقد غدا الثلاثاء، لبحث صفقة الأسرى مع "حماس" وتوسيع نطاق القتال في غزة.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد ضغوط عائلات الأسرى للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.

ويُظهر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء ردا رسميا منه على مقترح أمريكي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخرا، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقا.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و744 شهيداً، و158 ألفا و259 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا حتى الاثنين.