سياسة عربية

"مؤتمر غزة" ينطلق في إسطنبول.. علماء من 50 دولة يعتبرون الكارثة اختبارا أخلاقيا

المؤتمر يختتم أعماله ببيان نهائي يعلن من أمام جامع آيا صوفيا - حساب الاتحاد العالمي على الفيسبوك
اجتمع عشرات العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم تحت مظلة مؤتمر "غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية"، معلنين أن ما يشهده القطاع ليس مجرد حرب أو عدوان، بل "أخطر كارثة في التاريخ الحديث".

وبحسب البيان الافتتاحي للمؤتمر، والذي قدم بثلاث لغات تعبيرا عن البعد الإنساني والعالمي للقضية، تلاه بالعربية الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي، وبالتركية رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، وبالإنجليزية مدير مؤسسة القدس الدولية أيمن زيدان.

وأكد المجتمعون أن "المسلمين والإنسانية جمعاء أمام اختبار تاريخي" إزاء ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" التي تطال أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان في غزة، حيث يتعرضون للقتل بالقصف والأسلحة الفتاكة، ويواجهون الحصار المطبق الذي يحرمهم من الغذاء والماء والدواء منذ ما يقارب 22 شهرًا.



ولم يكتف البيان بتوصيف المأساة، بل حذر بوضوح من أن المشروع الإسرائيلي يتجاوز حدود غزة، مستهدفا - بحسب نص البيان - "ابتلاع مزيد من الأراضي العربية والإسلامية تحت لافتة "إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات"، ومن هنا، شدد المؤتمر على أن مسؤولية التصدي لهذه السياسات لا تقع على الفلسطينيين وحدهم، بل على العالم الإسلامي بأسره، بل وعلى الإنسانية جمعاء.




ويذكر أن المؤتمر، الذي ينظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووقف علماء الإسلام في تركيا، استقطب نحو مائة من كبار علماء الدين من خمسين دولة، وعلى مدار عدة أيام، من المقرر أن تعقد ثماني عشرة ورشة عمل تناقش قضايا متصلة بوقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية، وحشد الدعم السياسي والإغاثي للشعب الفلسطيني.



في مشهد رمزي، انطلقت فعاليات المؤتمر من أمام مسجد الصحابي أبي أيوب الأنصاري ويعتزم المشاركون تشكيل وفود لزيارة قادة ورؤساء دول إسلامية ودولية، بهدف الضغط من أجل تحقيق أهداف المؤتمر، وفي مقدمتها وقف الهجمات، وكسر الحصار، وضمان تدفق المساعدات إلى داخل القطاع.

وسيختتم المؤتمر أعماله في التاسع والعشرين من آب / أغسطس الجاري، ببيان نهائي يعلن من أمام جامع آيا صوفيا الكبير بعد صلاة الجمعة، في خطوة تهدف إلى إيصال رسالة قوية من قلب إسطنبول إلى العالم بأن غزة ليست وحدها، وأن مسؤولية حمايتها ومساندة أهلها مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية.