سياسة عربية

الأونروا: أطفال غزة "محكوم عليهم بالموت" إذا لم تصل المساعدات

الأونروا: طفل من كل 3 في غزة يعانون من سوء تغذية بسبب المجاعة- جيتي
حذّر المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، من أن الأطفال الأكثر جوعًا في قطاع غزة "محكوم عليهم بالموت"، إن لم تصل إليهم المساعدات على وجه السرعة.

وأفاد المسؤول الأممي، بأن مستويات الجوع أكثر حدّة في الشمال، حيث مدينة غزة التي ما زال يسكنها نحو مليون شخص بحسب التقديرات، معلنا أن أنه سيتم نشر تقييم لحجم الجوع في القطاع المحاصر قريبًا، كما أشار إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت ارتفاعًا بمعدل ستة أضعاف في عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد منذ آذار/ مارس الماضي.




بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن 320 ألف طفل تحت سن الخامسة في غزة معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد، بما يزيد احتمالات إصابتهم بالأمراض والعواقب الصحية طويلة الأمد.


دانيالا غروس، من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، قالت إن الاضطرابات النفسية تنتشر بين الأطفال الذين اضطروا إلى النزوح مرارا، ونقلت عن شركاء الأمم المتحدة القول إن إمدادات حماية الأطفال ودعمهم نفسيا شحيحة في غزة إذ لم يدخل أي منها منذ آذار/مارس.

نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفا كارثية
وفي السياق، أكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية أيلول/سبتمبر، وأوضح التصنيف إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.


وذكر التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر (54 في المائة من السكان) يواجهون المرحلة الرابعة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الطارئ"، كما يواجه 396 ألفا (20 في المائة من السكان) المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما قالت وكالات الأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة، بما فيها تصاعد القتال وتكرار النزوح وتشديد الحظر على الوصول الإنساني، فاقمت الوضع الإنساني

كارثة من صنع البشر
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية، وأضاف في بيان صحفي أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة، قائلا:" الناس يتضورون جوعا، الأطفال يموتون، القوة القائمة بالاحتلال وهي إسرائيل عليها التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي بما في ذلك واجب ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان، لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع بإفلات من العقاب".


وخلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية:" كفى، أوقفوا إطلاق النار، افتحوا المعابر بالشمال والجنوب، كل المعابر، دعونا نُدخل الطعام والإمدادات الأخرى على نطاق واسع وبدون عوائق، أوقفوا الانتقام، لقد فات الأوان بالنسبة للكثيرين".


وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 شهيدا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.