أقدمت الشرطة
الهندية على استخراج رفات بشري من بلدة متواجدة في جنوب البلاد، وذلك في إطار تحقيق في مزاعم دفن مئات من ضحايا القتل والاغتصاب سرّا هناك، منذ منتصف التسعينيات.
وبحسب تصريحات عدد من المسؤولين فإنّ: "التحقيقات تركّز على منطقة دارماستالا التي تضم معبدا قائما منذ 800 عام للإله الهندوسي شيفا في
ولاية كارناتاكا، وتهتم بها وسائل الإعلام في أنحاء البلاد".
وفي الشهر الماضي، كان عامل نظافة سابق في المعبد الشرطة، قد أبلغ رؤساءه أنّهم أجبروه على التخلص من مئات الجثث على مدى 20 عاما، معظم هذه الجثث تعود إلى نساء وفتيات قد بدت عليهن علامات الاعتداء الجنسي. فيما أُدرجت مزاعمه في شكوى للشرطة.
الرجل، الذي حجبت السلطات الهندية هويته لأسباب أمنية، فرّ من
دارماشتالا في عام 2014، لكنه قال إنه اضطر للتحدّث الآن بسبب شعوره المستمر بالذنب. وكتب في الشكوى: "إذا أجريت طقوس جنازة لائقة للهياكل العظمية التي يجري انتشالها الآن، فإن تلك الأرواح المعذبة ستجد السلام وقد يتضاءل شعوري بالذنب أيضا".
إلى ذلك، رحّب متحدث باسم المعبد بإجراء تحقيق شامل، معبرا في الوقت نفسه عن أمله في أن تكشف الشرطة "الوقائع الحقيقية". وبحسب الشكوى، فإنّ عامل النظافة السابق قد وجّه اتهامات لمسؤولي المعبد بإجباره على التخلص من الجثث، وأبلغ الشرطة بأنه سيكشف عن هوية المسؤولين إذا وفّروا له الحماية هو وعائلته.
وقال إنه انتشل هيكلا عظميا سرّا من أحد مواقع الدفن من أجل إثبات مزاعمه. فيما قال مسؤولان في الشرطة مطلعان على التحقيق إنّ: "فريق تحقيق خاصا شكلته حكومة كارناتاكا، عثر حتى الآن على رفات بشري من موقعين من أصل 16 موقعا يشتبه في أنها مواقع دفن".
من جهته، قال وزير داخلية ولاية كارناتاكا، جانجادهارايا باراميشوارا، إنّ: "الشرطة تمكّنت من جمع أجزاء عظام صغيرة وعينات من التربة ومواد أخرى للاختبار من موقعين بفضل المعلومات التي قدمها عامل النظافة السابق".
وأضاف باراميشوارا "التحليل مستمر. وبمجرد اكتماله، يمكننا القول إن التحقيق قد بدأ بالفعل. طلبي هو ألا نحول المسألة لأمر ديني". بينما أعاد الأمر ذاته، إحياء الاهتمام بقضايا أقدم، لم تُحل، منها قضية بادمالاثا، الطالبة الجامعية التي قالت أسرتها إنها تعرضت للاغتصاب والقتل في دارماستالا خلال عام 1986.
وقالت شقيقتها، إندرافاتي، إنّ: "الأسرة دفنت جثة بادمالاثا بدلا من حرقها وفقا للتقاليد الهندوسية على أمل أن يُسهم ذلك في أي تحقيقات لاحقة"، مردفة: "نأمل أن ننال العدالة يوما ما في قضية اختطافها واغتصابها وقتلها".